هجوم إسرائيلي يدمر منشآت نطنز ويُبقي “قنبلة الوقود النووي” في أصفهان دون استهداف
في تطور غير مسبوق على صعيد التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على منشآت نووية إيرانية، ورغم دمارها الكبير، لم تستهدف مخزون الوقود النووي الأخطر في البلاد، والمُخزن في مجمع ضخم قرب مدينة أصفهان، أحد أهم المواقع النووية الإيرانية.
منشأة نطنز تتعرض لضربات واسعة
استهدفت الهجمات الإسرائيلية، التي شملت طائرات مقاتلة وصواريخ ومسيرات، منشأة نطنز النووية الشهيرة، حيث تم تدمير منشآت فوق الأرض ومراكز إمداد كهربائي مسؤولة عن تشغيل أجهزة الطرد المركزي. وذكرت الصحيفة أن الضربات شملت مواقع لإنتاج الوقود النووي، لكنها تجنبت قصف مجمع أصفهان الذي يضم مخزونًا عالي التخصيب يُصنف بأنه “شبه جاهز لصنع قنبلة نووية”.
لماذا لم يُقصف مجمع أصفهان؟
أوضحت الصحيفة أن أجهزة الاستخبارات الغربية رجحت أن قرار عدم استهداف مخزون الوقود في أصفهان كان متعمداً، ربما بسبب مخاوف من كارثة إشعاعية محتملة أو احتمال أن تقوم إيران بتسليم المخزون طواعية في حال تصاعد الضغط الدولي.
وتأتي هذه التطورات بينما كانت فرق التفتيش الدولية التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعمل خلال الأسابيع الماضية على جرد المخزون الإيراني في منشآت أصفهان، ضمن التقرير الفصلي حول التزام طهران بالاتفاقيات النووية.
تهديدات إسرائيلية سابقة وتحذيرات دولية
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تحدث مرارًا عن الخطر الاستراتيجي الذي يمثله هذا المخزون، متهمًا إيران بتحويل اليورانيوم المخصب إلى سلاح، ومحذرًا من أن ذلك “قد يُفضي إلى إنتاج قنبلة نووية خلال فترة قصيرة جدًا”.
وفي المقابل، لم تُصدر الحكومة الإسرائيلية أي توضيحات رسمية حول أسباب تجنّبها استهداف المجمع حتى الآن، في حين يرى محللون أن موجة جديدة من الهجمات قد تشمل ضرب هذه المنشآت الحساسة في المرحلة القادمة.