روسيا تسلّم أوكرانيا أكثر من 1200 جثة: اتفاق إسطنبول الإنساني يتعثر وكييف لا ترد بالمثل
كشفت مصادر روسية عن تسليم موسكو 1200 جثة لجنود أوكرانيين سقطوا في المعارك، وذلك في إطار اتفاقيات إسطنبول الإنسانية التي تتضمن تبادل الجثث والأسرى بين روسيا وأوكرانيا. وبحسب ما نقلته وكالة “تاس” الروسية عن مصدر مطلع، فإن عملية التسليم جرت رسميًا ضمن جولة التفاهمات الأخيرة، التي بدأ تنفيذها في السادس من يونيو الجاري.
روسيا تفي بالتزاماتها وأوكرانيا تتقاعس
ورغم تنفيذ موسكو لجزء مهم من الاتفاق، أكّد المصدر ذاته أن الجانب الأوكراني لم يسلم حتى الآن أي جثة لجنود الجيش الروسي، وهو ما أثار انتقادات روسية حول مدى التزام كييف بالاتفاق المبرم، الذي يفترض أن يكون بادرة إنسانية وسط النزاع المستمر منذ أكثر من عامين.
ووفقًا للتفاصيل، فإن الاتفاق ينص على استعادة جثث أكثر من 6 آلاف عسكري أوكراني، إلى جانب تبادل أسرى الحرب، لا سيما الجرحى والمصابين بأمراض خطيرة. إلا أن التطبيق العملي لهذه البنود ما يزال متعثرًا، ويبدو أن التوازن في تنفيذها لم يتحقق بعد.
1212 جثة من روسيا مقابل 27 فقط من أوكرانيا
وفي هذا السياق، صرح فلاديمير ميدينسكي، رئيس الوفد الروسي المفاوض، بأن روسيا سلمت كييف حتى الآن 1212 جثة لجنود أوكرانيين، فيما لم تتلقَّ سوى 27 جثة لجنودها، ما يعكس تفاوتًا كبيرًا في الالتزام بين الطرفين ويزيد من حالة التوتر الميداني والضغط الشعبي.
اتفاق إنساني في مهب التصعيد
الاتفاق الذي كان يُنظر إليه كنافذة إنسانية وسط نيران الحرب، يبدو أنه يواجه تحديات سياسية وميدانية قد تعرقل استمراريته. وتبقى ملفات استعادة الجثث وتبادل الأسرى من أعقد المسائل على الطاولة، نظرًا لما تحمله من أبعاد إنسانية تؤثر على الرأي العام المحلي والدولي.
ومع استمرار القتال وتفاقم الأوضاع على الجبهات، تزداد الحاجة لتفعيل بنود الاتفاق بما يضمن كرامة القتلى، ومعالجة الوضع الإنساني للأسرى، بعيدًا عن المساومات السياسية التي تُطيل أمد المعاناة.