شرخ غير مسبوق بين ترامب وإيلون ماسك: صدام المصالح يكشف هشاشة التحالفات
في تحول دراماتيكي وغير متوقع، تخلّى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن لهجته الهادئة تجاه حليفه التكنولوجي السابق، الملياردير إيلون ماسك، بعد انتقادات وجهها الأخير لمشروع قانون الموازنة الأميركية الجديدة. هذا الصدام العلني بين اثنين من أكثر الشخصيات تأثيرًا في السياسة والتكنولوجيا فتح بابًا واسعًا أمام أزمة غير مسبوقة، قد تترك تداعيات واسعة داخل أروقة واشنطن ودوائر المال العالمية.
تصريحات نارية من ترامب: “أنا محبط من ماسك”
خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في البيت الأبيض، قال ترامب:
“إيلون وأنا جمعتنا علاقة رائعة. لا أعرف ما إذا كانت ستبقى كذلك… لقد فوجئت، أنا محبط جدًّا منه”.
ads
وأشار ترامب إلى أن ماسك كان على دراية كاملة بمشروع قانون الموازنة، لكنه انقلب عليه فجأة بعد تقليص الدعم المخصص للسيارات الكهربائية، في إشارة واضحة إلى تأثير المصالح التجارية على مواقف ماسك السياسية.
ماسك يرد عبر منصة “إكس”: “كلام ترامب خاطئ”
لم يصمت إيلون ماسك طويلاً، فاختار منصة “إكس” (تويتر سابقًا) ليُكذّب ما قاله ترامب، مؤكدًا أنه لم يُعرض عليه مشروع القانون على الإطلاق، وأن تمريره تم بطريقة غير شفافة.
وقال ماسك:
“أُقرّ القانون في جنح الليل، بسرعة لم تترك وقتًا لأحد لقراءته”.
وفي ضربة استعراضية، أعاد ماسك نشر تغريدة قديمة لترامب تعود لعام 2012، قال فيها:
“لا يجوز لأي عضو في الكونغرس أن يكون مؤهلاً لإعادة انتخابه إذا كانت ميزانية البلاد غير متوازنة”،
ثم علّق ماسك ساخرًا:
“أين هذا الرجل اليوم؟”.
تصعيد إضافي: ماسك يشكك في فوز ترامب بالانتخابات
ماسك لم يكتفِ بالتعليق على القانون، بل مضى أبعد من ذلك في الهجوم، قائلًا:
“بدوني، كان ترامب سيخسر الانتخابات، وكان الديمقراطيون سيسيطرون على مجلس النواب”.
هذا التصريح أثار عاصفة إعلامية جديدة، حيث تساءل مراقبون: هل بدأ إيلون ماسك في تشكيل طموح سياسي خاص به؟ أم أنه يحاول إعادة تموضعه كقوة مؤثرة مستقلة عن المعسكر الجمهوري؟
الأسواق تترنّح: أسهم تسلا تتراجع 8%
تداعيات هذا الصدام العلني لم تظل حبيسة التصريحات، بل امتدت إلى الأسواق المالية. فقد شهدت أسهم شركة “تسلا” التي يرأسها ماسك انخفاضًا حادًا بنسبة 8% فور تصاعد حدة الخلاف، في دلالة على هشاشة العلاقة بين السياسة وسوق المال.
ماسك يدعو لإسقاط القانون: “مشروع مقزز يهدد الاستقرار المالي”
سبق وأن دعا ماسك المواطنين الأميركيين إلى الضغط على ممثليهم في الكونغرس لإسقاط ما وصفه بـ “مشروع القانون المقزز”، محذرًا من أن تمريره سيؤدي إلى انفلات العجز وتسارع نمو الدين الوطني، وهي رسائل قُرئت على أنها إعلان مواجهة طويلة مع النخب السياسية التقليدية.
هل انتهى تحالف التكنولوجيا والسياسة؟
ما حدث بين ترامب وماسك ليس مجرد خلاف شخصي، بل مؤشر عميق على أن التحالف بين رواد التكنولوجيا ورجال السياسة في الولايات المتحدة بات مهددًا بالتفكك. فهل نحن أمام بداية صراع نفوذ جديد بين وادي السيليكون وواشنطن؟ أم أن المصالح المشتركة ستعيد ترتيب الأوراق من جديد؟