أعرابي يهزم كبار شعراء العصر في مجلس عبدالملك بن مروان ويخرج بجائزة كبرى

في مجلس الخلافة الأموية، وأمام أعظم شعراء زمانهم، استطاع أعرابي من بني عذرة أن يثير إعجاب الخليفة عبدالملك بن مروان بفطنته وسرعة بديهته، محرجًا كبار شعراء البلاط الثلاثة: جرير، الفرزدق، والأخطل، ليحصل في النهاية على جائزة مالية كبرى بعد مواجهة شعرية نادرة.

بداية القصة: أعرابي في مجلس الخلافة

دخل الأعرابي مجلس الخليفة ممتدحًا إياه بقصيدة، غير مدرك أنه يجالس ألمع شعراء العصر. فبادره الخليفة بسؤال عن أهجى بيت قيل في الإسلام، فرد الأعرابي دون تردد ببيت جرير الشهير:

    أعرابي يهزم كبار شعراء العصر في مجلس عبدالملك بن مروان ويخرج بجائزة كبرى

Newest Cars

“فغضّ الطرف إنك من نميرٍ… فلا كعبًا بلغتَ ولا كلابا”

فأعجب الخليفة بإجابته وسأله عن أمدح بيت قيل في الإسلام، فأجاب الأعرابي:

“ألستم خير من ركب المطايا… وأندى العالمين بطون راح”

ثم سأله الخليفة عن أرق بيت قيل في الإسلام، فاستشهد الأعرابي ببيت جرير:

“إن العيون التي في طرفها حور… قتلننا ثم لم يحيين قتلانا”

مواجهة غير متوقعة مع جرير والفرزدق والأخطل

عندها، سأل الخليفة الأعرابي إن كان يعرف جريرًا والفرزدق والأخطل، فأجاب الأعرابي بصدق: “لا والله، وإني إلى رؤيته لمشتاق”. فأشار الخليفة إليهم، ليبدأ الأعرابي في هجاء الفرزدق والأخطل ارتجالًا بقوله:

“فحيا الإله أبا حرزة… وأرغم أنفك يا أخطل”
“وجد الفرزدق أتعس به… ورقَّ خياشيمه الجندل”

فاستشاط الفرزدق غضبًا ورد بقوة، ثم تبعه الأخطل، ولم يلبث أن تدخل جرير دفاعًا عن نفسه ورد عليهم بحدة، ليصل التنافس إلى ذروته.

الأعرابي يغادر بجائزة كبرى

أعجب جرير بجرأة الأعرابي، فتوجه إليه وقبّل رأسه قائلًا: “يا أمير المؤمنين، جائزتي له”. وكانت قيمتها خمسة آلاف درهم، فانبهر الخليفة بكرم جرير وأمر بمكافأة الأعرابي بمبلغ مماثل، ليخرج من المجلس محمّلًا بعشرة آلاف درهم، بعد أن أثبت ذكاءه وبلاغته أمام أعظم شعراء زمانه.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *