كيف أنقذ الشعر المتنبي من غضب سيف الدولة؟ قصة بيت واحد غيّر الموقف بالكامل

 

المتنبي وسيف الدولة.. حين أصبحت الكلمة درعًا وسيفًا

في بلاط بني حمدان، حيث كانت الكلمة ميزانًا والمجد للشعراء، كان أبو الطيب المتنبي النجم المتألق في المجالس وسيد القصائد. لكنه لم يكن يعلم أن غفلة واحدة قد تجلب له غضب الأمير سيف الدولة الحمداني، وأن بيتًا واحدًا من الشعر سيكون مفتاح نجاته.

   

مفاجآت حول مصرع المصرية آية عادل في الأردن

التفاصيل الكاملة من هنا

التحية التي لم تُرَد.. وبداية الأزمة

في إحدى الليالي، مرّ سيف الدولة بموكبه أمام بيت المتنبي، وألقى عليه التحية، لكن الشاعر، الغارق في أفكاره وأوزانه، لم ينتبه ولم يرد السلام. هذا التجاهل لم يكن يمر مرور الكرام عند الأمير، الذي عاد إلى قصره غاضبًا، وأمر بإحضاره على الفور.

اللقاء المشحون بين المتنبي وسيف الدولة

عندما دخل المتنبي إلى مجلس الأمير، عاجله سيف الدولة بحدة قائلًا:

“ويحك! بلغت بك الجرأة أن تتجاهلني ولا ترد عليّ السلام!”

فوجئ المتنبي، وحاول استيعاب الموقف، ثم قال معتذرًا:

“جُعِلتُ فداك، متى كان ذلك؟”

لكن الأمير لم يكن في مزاج يسمح بالجدال، والموقف كان يتطلب شيئًا أعظم من الاعتذار. وهنا، لجأ المتنبي إلى سلاحه الأقوى.. الشعر، فارتجل قائلًا:

“أنا عاتبٌ لِتَعَتُّبِكْ متعجبٌ لِتعجبكْ
قد كنتُ حين لقيتني متوجعًا لِتغيُّبكْ
فشُغِلْتُ عن ردِّ السلا م، وكان شغلي عنكَ بكْ.”

بيت واحد غيّر الغضب إلى رضا

بمجرد أن انتهى المتنبي من إلقاء البيت، تبدل وجه سيف الدولة، وابتسم قائلًا:

“بارك الله فيك، ولا حرمنا من فيك.”

ثم ناوله كيسًا من الدراهم، لكن المتنبي، الذي أراد أن يظهر اعتزازه بنفسه، قال متظاهرًا بالنزاهة:

“سيدي، لم أقل فيك شيئًا أستحق عليه المكافأة.”

إلا أن سيف الدولة كان أكثر دهاءً، فرد عليه مبتسمًا:

“هذه لقاء ما روّعناك به.”

أبو فراس الحمداني يتدخل بسخرية.. ورد الأمير الذكي

في هذه اللحظة، تدخل الشاعر أبو فراس الحمداني، ابن عم الأمير، وقال ساخرًا:

“والله إنه لكاذب.”

فضحك سيف الدولة، ورد بذكاء:

“والله إنك لصادق، ولكنني كافأت النبوغ فيه.”

وهكذا، لم يكن الشعر مجرد فن بالنسبة للمتنبي، بل كان درعًا يحميه وسيفًا يفتح له أبواب القصور وحتى القلوب.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *