السمنة تهدد الصحة العالمية.. منظمة الصحة العالمية تدعو إلى تحرك عاجل لمكافحتها

في ظل التزايد المستمر لمعدلات السمنة حول العالم، تحتفل منظمة الصحة العالمية باليوم العالمي للسمنة، الثلاثاء 4 مارس 2025، تحت شعار “بناء مستقبل صحي: التصدي للسمنة من خلال الوقاية والرعاية”، داعيةً الحكومات والمجتمعات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من هذه الظاهرة، التي تُعد أحد أخطر التحديات الصحية في عصرنا.
السمنة.. أزمة صحية عالمية تتفاقم
تُعرِّف منظمة الصحة العالمية السمنة على أنها مرض مزمن ومعقد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة أخرى مثل السكري، أمراض القلب، السرطان. وأوضحت المنظمة أن إقليم شرق المتوسط يشهد ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات السمنة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 60% من البالغين في بعض دول الإقليم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
ولا تقتصر مخاطر السمنة على الصحة فقط، بل تمتد لتشمل تأثيرات اجتماعية واقتصادية كبيرة، لا سيما في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث تعاني هذه الدول من ضعف القدرة على الوصول إلى غذاء صحي، وندرة المساحات المخصصة لممارسة الرياضة، وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية.
استراتيجيات لمكافحة السمنة عالميًا
تعمل منظمة الصحة العالمية على وضع حلول فعالة لمكافحة السمنة من خلال:
- رصد معدلات انتشار السمنة عالميًا وتحليل الاتجاهات.
- تقديم المبادئ التوجيهية للوقاية والعلاج، مثل توصيات اللجنة المعنية بالقضاء على سمنة الأطفال.
- دعم الحكومات في تنفيذ السياسات الصحية الرامية إلى تقليل انتشار السمنة.
إجراءات ضرورية للحد من السمنة
لضمان مكافحة فعالة للسمنة، توصي منظمة الصحة العالمية باتباع نهج شامل ومتعدد القطاعات، يشمل:
- تعزيز النظم الغذائية الصحية
- توفير أغذية متوازنة ومغذية بأسعار مناسبة.
- الحد من انتشار الأغذية غير الصحية، خصوصًا في المناطق الحضرية الفقيرة.
- التشجيع على النشاط البدني
- تصميم مدن صديقة للمشي وركوب الدراجات.
- إنشاء مساحات خضراء ومرافق رياضية عامة.
- تنظيم تسويق الأغذية غير الصحية
- فرض قيود على إعلانات الأطعمة الضارة، خاصة تلك التي تستهدف الأطفال.
- تحسين خدمات الرعاية والعلاج لمرضى السمنة
- توفير برامج استشارية وعلاجية للتحكم في الوزن.
- دعم التدخلات الطبية والمجتمعية لتقديم رعاية متكاملة.
مسؤولية جماعية لمستقبل صحي
يشكل اليوم العالمي للسمنة فرصة لتسليط الضوء على هذه الأزمة الصحية المتفاقمة، مما يستوجب تحركًا عالميًا موحدًا لمكافحتها، عبر تكاتف الجهود الحكومية والمجتمعية، لضمان مستقبل صحي للأجيال القادمة.