الصيام في رمضان.. فرصة لتعزيز الصحة أم تحدٍ للجسم؟

رمضان.. أكثر من مجرد صيام عن الطعام

يشكّل شهر رمضان فرصة ذهبية لإعادة تقييم العادات الغذائية واعتماد نمط حياة صحي، حيث يمكن للصائمين الاستفادة منه على المستويين الروحي والجسدي من خلال اتباع نظام غذائي متوازن يضمن لهم الطاقة والنشاط طوال اليوم.

وتؤكد منال الفاخاني، خبيرة التغذية بجامعة ولاية بنسلفانيا، أن رمضان ليس مجرد امتناع عن الطعام، بل هو فرصة لتعزيز الوعي الغذائي وتحقيق توازن صحي، مشيرةً إلى أن اتباع نظام غذائي متكامل خلال الشهر الكريم يمكن أن يجعل التجربة أكثر فائدة جسديًا وذهنيًا.

   

مفاجآت حول مصرع المصرية آية عادل في الأردن

التفاصيل الكاملة من هنا


من يُعفى من الصيام؟

رغم أن الصيام فريضة دينية، إلا أن هناك فئات يُعفى أفرادها منه حفاظًا على صحتهم، ومنهم:

  • الأطفال الصغار وكبار السن
  • النساء الحوامل والمُرضعات
  • النساء في فترة الحيض
  • الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب

وتشدد الفاخاني على ضرورة استشارة الطبيب قبل اتخاذ قرار الصيام، خاصةً لمن يتناولون أدوية بانتظام، قائلة:
“يجب أن تكون في حالة صحية جيدة تمامًا للصيام، وأي شخص يعاني ظروفًا صحية معقدة يجب أن يكون على دراية بتأثير الصيام على جسمه.”


السحور.. مفتاح الطاقة ليوم طويل

يعتبر السحور الوجبة الأساسية للحفاظ على مستويات الطاقة طوال فترة الصيام، لذا يُنصح بتناول وجبة متكاملة تحتوي على:
الألياف: متوفرة في الفواكه والخضراوات، وتساعد في الشعور بالشبع.
البروتين: مثل البيض، الزبادي، والمكسرات، وهو ضروري للحفاظ على مستوى الطاقة.
الدهون الصحية: مثل الأفوكادو وزيت الزيتون، التي تساهم في إمداد الجسم بالطاقة على مدار اليوم.

وتشير سونيا إسلام، أخصائية التغذية في مركز VCU Health، إلى أن بعض الأطعمة مثل الموز والحليب تعد خيارات رائعة للسحور، حيث توفر الطاقة لفترة أطول.

وفي المقابل، يحذر الخبراء من تناول الكافيين في السحور، لأنه يؤدي إلى الجفاف خلال النهار، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإرهاق والتعب.


كيف تحافظ على طاقتك خلال الصيام؟

نظرًا لاختلاف طول ساعات الصيام حسب المنطقة الجغرافية، يصبح الحفاظ على مستويات الطاقة أثناء النهار أمرًا ضروريًا.

وتشير الفاخاني إلى أنها تعدّل جدول يومها خلال رمضان عبر تقليل النشاط البدني خلال النهار، واستبداله بالعمل أو التمارين بعد الإفطار.

وللحفاظ على النشاط خلال ساعات الصيام، يُنصح بـ:
ممارسة تمارين خفيفة مثل المشي أو التمدد.
تأجيل التمارين الشاقة إلى قبل الإفطار مباشرة أو بعده بساعات قليلة.
شرب كميات كافية من الماء خلال الفترة ما بين الإفطار والسحور لتعويض السوائل المفقودة.


التوازن في الإفطار.. لا للإفراط في الطعام

بعد ساعات طويلة من الصيام، يشعر الكثيرون برغبة في تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة، لكن هذا قد يؤدي إلى الخمول والكسل.

وتنصح زائبة جيتبوري، خبيرة التغذية في مركز UT Southwestern Medical Center، بالبدء بالإفطار على النحو التالي:
شرب الماء أو مشروب دافئ.
تناول التمر للحصول على دفعة سريعة من الطاقة.
البدء بمقبلات خفيفة قبل الوجبة الأساسية.

وتضيف جيتبوري:
“المفتاح هو الأكل الواعي، أي الاستماع إلى إشارات الجوع الفعلية بدلاً من الإفراط في تناول الطعام بسبب الجوع الشديد بعد الصيام.”


رمضان فرصة لإعادة التوازن الصحي

يعد شهر رمضان فرصة مثالية لإعادة النظر في عاداتنا الغذائية والانتقال نحو نظام غذائي متوازن يدعم الصحة العامة. ومن خلال:
اختيار وجبات سحور صحية.
التحكم في وجبات الإفطار وتجنب الإفراط في الطعام.
الحفاظ على ترطيب الجسم وتجنب المشروبات المدرة للبول مثل الكافيين.
ممارسة نشاط بدني معتدل للحفاظ على اللياقة والنشاط.

يمكن للصائمين الاستفادة من رمضان على المستوى الصحي والروحي، وتحويله إلى شهر إيجابي يعزز التوازن الجسدي والعقلي.

 

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *