ترامب في ولايته الثانية.. قرارات متلاحقة تربك خصومه وتعيد تشكيل المشهد السياسي!
ترامب يعود بعاصفة قرارات مثيرة للجدل
منذ لحظة عودته إلى البيت الأبيض، لم يترك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أي مجال للانتظار، بل بدأ ولايته الثانية بسلسلة قرارات حاسمة أربكت خصومه السياسيين وأثارت جدلاً واسعًا داخل الأوساط الأمريكية. استراتيجياته الصادمة لم تكن جديدة، لكنها بلغت مستوى غير مسبوق من السرعة والحدة، ما يفتح التساؤلات حول مدى قدرتها على الصمود، وما إذا كانت ستقوده إلى انتصار سياسي أو مواجهة غير محسوبة العواقب.
إرباك المعارضين.. تكتيك سياسي متعمد
يبدو أن ترامب يعيد تطبيق استراتيجيته الشهيرة التي تعتمد على إغراق المشهد السياسي بسيل من القرارات المتتالية، وهي تكتيكات سبق أن استخدمها خلال ولايته الأولى، لكنها اليوم تأتي بزخم أقوى وأكثر جرأة. ووفقًا لتقارير صحفية، فإن الهدف الأساسي لهذا النهج هو تشتيت المعارضة وإضعاف قدرتها على الرد الفعّال، وهو ما أكده مستشاره السابق ستيف بانون، الذي وصف هذه السياسة بأنها أفضل وسيلة لشل حركة الديمقراطيين.
قرارات مثيرة.. ومفاجآت متلاحقة
منذ عودته إلى الرئاسة، أصدر ترامب حزمة من القرارات الحاسمة التي تشمل:
- إقالة المفتشين العامين في عدة وكالات فيدرالية.
- إصدار عفو شامل عن المشاركين في اقتحام الكابيتول في 6 يناير.
- فتح تحقيقات ضد شخصيات سياسية معارضة، وصفها بأنها “أعداء الدولة”.
- تجميد التوظيف الحكومي وإعادة النظر في السياسات الفيدرالية.
- التحرك لإنهاء حق المواطنة بالولادة، ضمن إصلاحات كبرى للهجرة.
- إلغاء برامج التنوع والمساواة والشمول التي تم تبنيها في الإدارات السابقة.
- تقليص نفوذ المؤسسات الحكومية التي يرى أنها تعيق سياساته الاقتصادية.
معارضة غاضبة وردود فعل متصاعدة
لم تمنح هذه السياسات خصوم ترامب أي فرصة لالتقاط الأنفاس، حيث يتبع كل قرار بآخر أكثر حدة، مما جعل محاولات المعارضة لمواجهته تبدو متأخرة وغير فعّالة. وكان من بين أكثر القرارات صدمةً تجميد تريليونات الدولارات من المنح والقروض الفيدرالية، وهو ما أثار غضب الديمقراطيين الذين صعّدوا من لهجتهم تجاه سياسات الإدارة الجديدة.
وفي هذا السياق، وصف النائب الديمقراطي جيمي رسكن، عضو لجنة القضاء في الكونغرس، هذا النهج بأنه “استراتيجية صادمة لإغراق المشهد السياسي وإضعاف قدرة المعارضة على المواجهة”.
ترامب يواجه تحديات داخلية وخارجية
ورغم أن هذه السياسات تعزز شعبية ترامب بين أنصاره الجمهوريين، إلا أن التكلفة السياسية قد تكون باهظة، لا سيما مع تصاعد الضغوط داخل المؤسسات الأمريكية. ويرى بعض المحللين أن ترامب يلعب لعبة محفوفة بالمخاطر، إذ يعتمد على عنصر المفاجأة والسرعة، لكن التاريخ الأمريكي يثبت أن مثل هذه التكتيكات قد ترتد على أصحابها عندما يشعر الرأي العام بأنها تجاوزت الحدود المقبولة.
المشهد السياسي الأمريكي مفتوح على كل الاحتمالات
في ظل رئيس لا يعرف التردد ولا يتراجع عن قراراته، ومعارضة لم تجد بعد الطريقة المثلى لمواجهته، يبقى المشهد الأمريكي في حالة توتر سياسي غير مسبوق. فهل سيتمكن ترامب من فرض أجندته رغم التصعيد المتزايد من خصومه؟ أم أن عاصفة قراراته ستنقلب عليه في المستقبل القريب؟