حصريًا.. كواليس وفاة الشاعر بخيت السناني “متنبي جُهينة”
تصدر اسم الشاعر بخيت السناني، المعروف بلقب “متنبي جُهينة”، محركات البحث خلال الساعات الماضية بعد الإعلان عن وفاته المفاجئة.
رحل السناني في حادث مروري مؤلم بالقرب من المدينة المنورة، بعد مغادرته حفلًا شعريًا كان أحد المدعوين إليه، تاركًا خلفه إرثًا شعريًا ومحبين يتذكرون كلماته وبلاغته.
سبب وفاة الشاعر بخيت السناني
تفاصيل الحادث المفجع
غادر الشاعر بخيت السناني الحفل الشعري متوجهًا إلى وجهته، لكنه لم يصل؛ فقد وافته المنية في حادث مروري وقع بالقرب من المدينة المنورة.
أثار الحادث مشاعر الحزن والأسى لدى جمهوره وأصدقائه، خاصة مع ارتباط الشاعر الراحل بقصص ماضية مع الحوادث المرورية، ليصبح قدره محزنًا بعد مسيرة طويلة من العطاء الشعري.
مسيرة الشاعر بخيت السناني.. شاعر المحاورة والحكمة
بداياته وشهرته الأدبية
بدأ السناني مسيرته الشعرية منذ الصغر، وشارك في المحاورات الشعرية مع كبار الشعراء مثل صياف الحربي، حبيب العازمي، وزيد العضيلة، حيث أبدع في تقديم أبيات تحمل في طياتها الحكمة وبلاغة القول.
لقد اشتهر بلقب “متنبي جُهينة” لجمال أبياته التي أسرت قلوب محبيه، ولم تكن لغته مجرد كلام عابر، بل تحمل في طياتها الحكمة والتأمل في حياة الإنسان.
السناني وحكاية “حكيم الشعر”
عرف السناني بلقب “حكيم الشعر” ليس فقط لبراعته في الشعر النبطي، بل لأنه أيضًا كان معلمًا للغة الإنجليزية ويتقن العربية الفصحى، ما ساهم في تعزيز مكانته الأدبية.
كما كانت له قاعدة جماهيرية قوية، حيث أكد في أحد اللقاءات عام 2022 أن “الشاعر لا يكون بمفرده؛ جمهوره هو الذي يبرز إبداعه.”
قصته المؤثرة مع الحوادث المرورية
تعرض الشاعر بخيت السناني لحوادث مرورية عديدة، كان أبرزها في العام 2010 حين تعرض لحادث مروع على طريق تربة – الطائف. في ذلك الحادث، انزلقت سيارته بسبب مياه الأمطار، مما أدى إلى انقلابها عدة مرات. نتج عن ذلك إصابات بليغة أدخلته في غيبوبة وسببت له نزيفًا في البطن وكسورًا متعددة. وعلى الرغم من تعافيه، بقيت تلك التجربة محفورة في ذاكرته.
قصيدة عن “لحظة الوداع”
كتب السناني عن لحظة الوداع في إحدى قصائده التي تحاكي تجاربه مع الحوادث، حيث قال:
“أنا لي ثلاث شهور من شدة التفكير
أمر الإشارة والعه وتعداها
ونجاني الله من حوادث مرور السير
وأكيد ان لي لحظة وداع أتحراها.”
كانت قصيدته هذه تلخص ما ينتظره من نهاية قد تأتي في أي لحظة، ليصبح قدَر الشاعر في النهاية متعلقًا بالطريق كما كتب في أبياته.
قصيدة وداع.. رسالة أخيرة لجمهوره
ظهر بخيت السناني قبل وفاته بأيام في مقطع فيديو، ألقى خلاله قصيدة مؤثرة عن دورة الحياة البشرية من الطفولة إلى الشيخوخة. قال السناني في قصيدته:
“الآدمي رحلته في ضعف يبديها
شاقي بدنياه لو ماهو بضامنها
أول حياته يحوبي شاقي فيها
ويرده الله يحوبي عايف منها.”
هذه الكلمات، التي تحدث فيها عن مسيرة الحياة، اعتبرها محبوه وكأنها رسالة وداع لهم قبل رحيله.
إرث شعري خالد
برحيل بخيت السناني، تفقد الساحة الشعرية شاعرًا أصيلاً ومحبوبًا أثّر في كثيرين ببلاغة شعره وحكمته. يظل السناني في الذاكرة بما قدمه من أعمال مؤثرة وبأبياته التي تركت بصمة خالدة.