عربات الطعام في السعودية تواجه لهيب الصيف: تراجع في المبيعات وابتكارات للصمود

مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة في المملكة، يواجه قطاع عربات الطعام المتنقلة (Food Trucks) تحديات كبيرة أثّرت على معدلات الإقبال والمبيعات، في وقت يسعى فيه أصحاب هذه المشاريع إلى التكيّف والابتكار للحفاظ على استمرارية أعمالهم.

وتُعد عربات الطعام جزءًا حيويًا من المشهد السياحي والترفيهي في السعودية، حيث تنتشر في الحدائق، والكورنيش، والمهرجانات، مقدّمة وجبات ومشروبات سريعة بأسلوب عصري يلائم مختلف الأذواق، لكن حرارة الصيف القاسية تفرض واقعًا مختلفًا.

انخفاض واضح في المبيعات الصيفية.. والمستهلك يفضّل الأجواء المكيّفة

أكد عدد من ملاك عربات الطعام أن المبيعات تنخفض بنسبة تتراوح بين 30% إلى 40% خلال أشهر الصيف، بسبب تغيّر سلوك المستهلك، حيث يفضّل غالبية الناس البقاء في المنازل أو التوجّه للأماكن المغلقة والمكيّفة، بعيدًا عن حرارة الشمس.

كما أن أنماط الأكل تتغير، إذ يبتعد الكثيرون عن الوجبات الساخنة، ويتجهون نحو الأطعمة الباردة والخفيفة، وهو ما يؤثر على عربات تقدم مأكولات مثل البرجر أو القهوة الساخنة، ما يقلص قاعدة الزبائن اليومية.

ويُضاف إلى ذلك موسم السفر والإجازات الصيفية، حيث تسافر نسبة كبيرة من السعوديين خارج البلاد، وهو ما يقلل من حجم الطلب بشكل إضافي.

حلول مبتكرة لمواجهة حرارة السوق

لم يستسلم رواد هذا القطاع أمام التحديات، بل بدأ الكثير منهم في تبني حلول إبداعية للتكيف مع الصيف، أبرزها:

• إطلاق قوائم صيفية خاصة تحتوي على مشروبات باردة، مثل السلاش، والعصائر الطازجة، والميلك شيك.
• المشاركة في الفعاليات والمهرجانات التي تُقام في المساء أو في أماكن مغلقة مثل المولات.
• استخدام مراوح تبريد ومكيفات متنقلة لتحسين تجربة الزبائن والعاملين.
• تقديم عروض وخصومات موسمية على الأطعمة الخفيفة.
• التوسع في خدمات التوصيل لتلبية احتياجات من لا يفضلون الخروج في الأجواء الحارة.

مستقبل واعد رغم التحديات

ورغم التراجع الموسمي، يظل مستقبل عربات الطعام في السعودية واعدًا، بفضل دعم الجهات التنظيمية لهذا القطاع، ومرونته في التكيف مع متغيرات السوق، بالإضافة إلى ارتباطه الوثيق بثقافة الشباب والفعاليات المحلية.