دراسة فقهية سعودية: لا يجوز زرع الشرائح الإلكترونية لإطالة العمر إلا في حالتين
دراسة فقهية: لا مشروعية لزرع الشرائح الذكية بهدف تأخير الشيخوخة
كشفت دراسة فقهية سعودية حديثة عن عدم مشروعية زرع الشرائح الإلكترونية المزودة بالذكاء الاصطناعي في جسد الإنسان بهدف إطالة العمر أو تثبيط الشيخوخة، مؤكدة أن الأعمار بيد الله وحده، وأن محاولة تجاوز هذه السنن الكونية لا يقرها الشرع.
ونُشرت الدراسة في مجلة الدراسات الطبية والفقهية التابعة لـجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تحت عنوان: “الحكم الفقهي لوضع الشرائح الإلكترونية المزودة بتقنية الذكاء الاصطناعي في جسد الإنسان”.
التأكيد على أن الآجال بيد الله
أوضحت الدراسة أن الأصل في مثل هذه العمليات عدم الجواز عندما يكون الهدف منها تمديد عمر الإنسان أو مكافحة الشيخوخة، مشيرة إلى الحديث النبوي الشريف الذي ورد عن أبي خزامة بن يعمر، حين سأل النبي ﷺ عن التداوي والوقاية وهل ترد من قدر الله شيئًا، فقال ﷺ: “ذلك من قدر الله”، في تأكيد أن كل شيء مقدر.
استثناءات مشروعة: الشرائح العلاجية مقبولة
في المقابل، أجازت الدراسة استخدام الشرائح الإلكترونية في الأغراض العلاجية، مثل مقاومة الإعاقة أو تصحيح العيوب الجسدية، بشرط أن تكون ذات نفع طبي مباشر يعيده إلى الحالة الطبيعية أو ما دونها، مشيرة إلى أن هذه الاستخدامات تندرج تحت باب الضرورة أو الحاجة العلاجية.
اختلاف فقهي في الجانب التجميلي
وفيما يخص زرع الشرائح الإلكترونية لأغراض تحسينية أو تجميلية، عرضت الدراسة ثلاثة أقوال فقهية:
- الأول: الجواز بشرط تحقق المصلحة.
- الثاني: عدم الجواز مطلقًا لأنه تغيير لخلق الله.
- الثالث: الجواز مطلقًا.
وخلصت الدراسة إلى أن القول الراجح هو الجواز المشروط بوجود مصلحة واضحة، يحددها الفقهاء والأطباء الثقات، مع مراعاة الضوابط الأخلاقية والطبية عند إجراء مثل هذه العمليات.
دعوة لبحث أعمق في الجوانب الشرعية والطبية
أوصت الدراسة بضرورة تعزيز الدراسات المشتركة بين الفقه والطب في ظل التطورات المتسارعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي والطب التداخلي، لضمان مواءمة هذه الابتكارات مع المبادئ الشرعية والإنسانية، وعدم تجاوز ما أذن به الشرع من استخدامات في خدمة الإنسان.