الجدعان: أمن الطاقة ضرورة ملحة للتنمية الشاملة.. والمملكة تقود مبادرات عالمية لمكافحة فقر الطاقة

أكد وزير المالية السعودي محمد بن عبدالله الجدعان أن أمن الطاقة ليس ترفًا بل ضرورة تنموية تمس الركائز الأساسية لاستقرار الدول وازدهار المجتمعات، جاء ذلك في كلمته خلال منتدى صندوق أوبك للتنمية الدولية المنعقد في فيينا، حيث سلط الضوء على المبادرات السعودية والمقاربات العالمية لمواجهة فقر الطاقة وآثاره العابرة للحدود.

مليار و200 مليون إنسان دون طاقة.. وتحديات تتطلب تحركًا عالميًا

أشار الجدعان إلى أن أكثر من 1.2 مليار شخص حول العالم يعانون من فقر الطاقة، ما يعيق الوصول إلى التعليم، والرعاية الصحية، والإنتاج، ويهدد الأمن الغذائي والبيئي.
وأكد أن هذا الواقع يتطلب إصلاحات اقتصادية متكاملة وتعاونًا عالميًا لتوفير الطاقة بشكل آمن وشامل.

السعودية تدفع بحلول واقعية: دعم جميع مصادر الطاقة وزيادة الاستثمارات

دعا وزير المالية إلى تبني استراتيجيات واقعية في خفض الانبعاثات، دون استبعاد أي مصدر من مصادر الطاقة، وشدد على ضرورة زيادة الاستثمارات في التقنيات النظيفة وتنويع مصادر الطاقة لضمان الأمن والاستدامة.
كما أشاد بمبادرة “مهمة 300” التي تهدف لتوفير الطاقة لـ300 مليون شخص في أفريقيا، ومبادرة فورورد7 التي أطلقتها المملكة لتوفير الوقود النظيف للغذاء في عدة دول نامية.

تمويل مبتكر وتحفيز للقطاع الخاص لمواجهة التحديات

أوضح الجدعان أهمية دور بنوك التنمية متعددة الأطراف في توفير التمويل الميسر وخفض مخاطر الاستثمار في قطاع الطاقة، مؤكدًا أن أدوات مثل الضمانات ضد المخاطر السياسية والتمويل المختلط ضرورية لتحفيز القطاع الخاص على الدخول في مشاريع الطاقة المستدامة.

تقنيات ناشئة ومسار واضح نحو الحياد الصفري

شدد وزير المالية على أهمية الاستثمار في التقنيات الناشئة مثل احتجاز وتخزين الكربون وتطوير استخدامات الهيدروكربونات المستدامة، لضمان أمن الطاقة أثناء الانتقال إلى الحياد الصفري.
ولفت إلى التزام المملكة بتحقيق 50% من إنتاجها الكهربائي من مصادر متجددة بحلول 2030، وبلوغ الحياد الصفري للانبعاثات بحلول 2060، ضمن إطار نموذج الاقتصاد الدائري للكربون.

أمن الطاقة مسؤولية جماعية وتنمية عادلة للجميع

اختتم الجدعان كلمته بالتأكيد على أن المملكة تعمل مع شركائها الدوليين لتعزيز أمن الطاقة عالميًا، محذرًا من أن تداعيات فقر الطاقة تهدد الاستقرار الاقتصادي وتزيد الأعباء الإنسانية، داعيًا إلى تعاون دولي فعّال لضمان تنمية عادلة وشاملة لكافة الشعوب.