السعودية تجدد ترشّحها لعضوية مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات: ريادة رقمية ورؤية عالمية

أعلنت المملكة العربية السعودية عن ترشحها للاستمرار في عضوية مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات، خلال دورة المجلس المنعقدة في جنيف – سويسرا، في خطوة تؤكد استمرار حضورها القيادي على الساحة العالمية في قطاع الاتصالات والتقنية.

كلمة المملكة: التزام دولي بردم الفجوة الرقمية

جاءت الكلمة التي ألقاها المهندس هيثم العوهلي، محافظ هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية المكلّف، أمام المجلس، تأكيدًا على التزام المملكة بـ التعاون الدولي لردم الفجوة الرقمية، مشيرًا إلى أن العالم بحاجة إلى نهج مبتكر لتسريع ربط غير المتصلين، حيث يستغرق ربط 2.6 مليار إنسان أكثر من 13 عامًا بالمعدلات الحالية.

وأكد أن الحل يكمن في التعاون والابتكار لتقليص هذه المدة إلى أقل من النصف، بما يسهم في تحقيق الشمول الرقمي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في الدول النامية.

السعودية.. نموذج ناجح في سد الفجوة الرقمية

أشار العوهلي إلى أن المملكة تقلّصت فيها الفجوة الرقمية إلى أقل من 1%، نتيجة تسخير التقنية في مجالات مثل التعليم، والصحة، والطاقة، والخدمات الحكومية، ما جعلها من بين الدول الأنجح عالميًا في التحول الرقمي.

كما أطلقت السعودية إطار جاهزية الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات، داعية إلى ذكاء اصطناعي إنساني وشامل يضع الشباب والمرأة في صلب التمكين.

إنجازات سعودية رقمية تعزز الترشيح

شهد قطاع الاتصالات والتقنية في المملكة قفزات نوعية خلال السنوات الأخيرة، إذ:

• ارتفعت أعداد المواهب الرقمية من 150 ألفًا في 2018 إلى أكثر من 380 ألفًا في 2024.
• نمت مشاركة المرأة من 7% إلى 35%، متجاوزة المتوسطين العالمي والدولي لمجموعة العشرين.
• احتلت المملكة المرتبة الثانية في مؤشر التنظيم الرقمي ضمن دول G20.

كما أطلقت السعودية برامج تنظيمية رقمية دولية استفادت منها أكثر من 100 دولة، مما يعزز مكانتها كمصدر عالمي للخبرات الرقمية.

دعوة لحضور مؤتمر عالمي في الرياض

في سياق التعاون المستمر، تستعد المملكة لاستضافة الندوة العالمية لمنظمي الاتصالات (GSR) من 31 أغسطس إلى 3 سبتمبر 2025 في الرياض، تحت شعار: “التنظيم من أجل التنمية الرقمية المستدامة”.

وتمثل هذه الندوة فرصة لبحث أفضل الممارسات التنظيمية العالمية، وتؤكد التزام المملكة ببناء أطر رقمية داعمة للابتكار والاستثمار والتواصل الشامل.

دور محوري داخل الاتحاد الدولي للاتصالات

تعد المملكة واحدة من 48 دولة فقط أعضاء في مجلس إدارة الاتحاد الدولي للاتصالات، من أصل 194 دولة عضو، وهو المجلس المسؤول عن توجيه أعمال الاتحاد، متابعة تنفيذ سياساته، واعتماد ميزانيته.

ويُنظر إلى المجلس على أنه الجهة التي تضمن استمرارية وكفاءة أعمال الاتحاد الدولي للاتصالات، ما يضع المملكة في موقع مؤثر ومهم ضمن خارطة التحول الرقمي العالمي.

 دعم القيادة والتحول المستدام

اختتم العوهلي كلمته بتأكيد أن ما تحقّق من إنجازات رقمية جاء بدعم مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مشددًا على أن المملكة ستواصل دعمها للاتحاد الدولي للاتصالات، والمساهمة في بناء مستقبل رقمي آمن، شامل، ومستدام للبشرية جمعاء.