نزوح جماعي من طهران بعد ضربات إسرائيلية عنيفة تطال مواقع استراتيجية في إيران
طهران تحت النار: آلاف يفرّون من العاصمة بعد تصعيد عسكري إسرائيلي غير مسبوق
تشهد العاصمة الإيرانية طهران حالة من النزوح الجماعي غير المسبوق، بعد سلسلة غارات جوية إسرائيلية مباشرة طالت مواقع مدنية وعسكرية حيوية، في تصعيد هو الأعنف منذ عقود بين تل أبيب وطهران.
وثّق ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي حركة نزوح ضخمة لآلاف المدنيين بالمركبات من العاصمة، وسط حالة من الهلع العام بعد أن هزّت الانفجارات عدداً من الأحياء، أحدها بالقرب من البرلمان الإيراني، وآخر في محيط ميدان ولي عصر ودائرة المخابرات.
غارات إسرائيلية تضرب عمق إيران: مشهد وشيراز وأصفهان تحت الهجوم
في اليوم الثالث من التصعيد، جددت إسرائيل هجماتها الجوية، مستهدفة هذه المرة مدن مشهد وشيراز وأصفهان، إلى جانب طهران.
وأكدت مصادر أمنية أن انفجاراً كبيراً دوّى في مطار مشهد بعد استهداف طائرة للتزود بالوقود، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ الضربة الجوية الأبعد مدى حتى الآن داخل الأراضي الإيرانية.
ودعت القوات الإسرائيلية المدنيين المقيمين قرب المفاعلات النووية الإيرانية إلى إخلاء المناطق فوراً، ما يؤشر إلى احتمال استمرار الهجمات وتوسعها في الساعات المقبلة.
اغتيالات ودمار واسع: إسرائيل تضرب الحرس الثوري والعلماء النوويين
منذ فجر الجمعة الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الضربات المركّزة استهدفت منشآت نووية، مخازن صواريخ، وقواعد تابعة لـالحرس الثوري الإيراني.
وأسفرت الهجمات عن اغتيال عدد من كبار قادة الحرس وعلماء نوويين بارزين، ما يجعل هذا التصعيد الأوسع والأخطر منذ اندلاع التوترات بين الطرفين.
ويرى مراقبون أن هذه الضربات تمثل تحولًا نوعيًا في الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، من الردع إلى الهجوم المباشر على العمق الإيراني.
المجتمع الدولي يراقب بقلق والتصعيد مفتوح على كافة الاحتمالات
حتى الآن، لم يصدر رد عسكري شامل من الجانب الإيراني، وسط ترقب دولي شديد لاحتمال توسع الصراع في الإقليم.
ويرى خبراء أن النزوح الواسع من طهران يعكس فقدان الثقة في قدرة الحكومة على تأمين المدنيين في ظل عجز الدفاعات الجوية عن صد الهجمات.
من جهة أخرى، يثير استمرار القصف الإسرائيلي مخاوف من تفجر حرب شاملة قد تمتد إلى دول الجوار وتؤثر على أمن المنطقة والعالم.
إسرائيل توجه رسالة واضحة: لا ملاذ آمن داخل إيران
بحسب بيان صادر عن جيش الاحتلال، فإن الضربات تهدف إلى شل القدرات النووية والعسكرية لإيران، ومنعها من تهديد أمن إسرائيل والمنطقة.
ويؤكد المحللون أن الهجمات الأخيرة بعثت برسالة واضحة مفادها: “لا ملاذ آمن في عمق إيران”.
في ظل التصعيد المتواصل، وتداعياته الإنسانية والأمنية، يبقى السؤال مفتوحًا:
هل ترد إيران بقوة وتدفع المنطقة نحو مواجهة شاملة، أم تختار طريق التهدئة والتفاوض؟
وفي الحالتين، يبدو أن الشرق الأوسط يدخل مرحلة جديدة من الصراع المفتوح، وسط غياب واضح لأي جهود وساطة فعالة حتى الآن.