“الموساد” ينفذ أعمق عملية داخل إيران: طائرات مسيّرة ضربت أهدافًا استراتيجية قبل إطلاق الصواريخ
الموساد يضرب في قلب إيران: تفاصيل عملية نوعية غير مسبوقة
في تطور دراماتيكي جديد للصراع الإيراني الإسرائيلي، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن تنفيذ جهاز الموساد الإسرائيلي عملية سرية معقدة داخل الأراضي الإيرانية، استهدفت منصات صواريخ وأنظمة دفاع جوي عبر طائرات مسيّرة صغيرة، تم تجميعها محليًا بواسطة عملاء تسللوا إلى العمق الإيراني.
تفوق استخباراتي لافت: كيف نفّذ “الموساد” عمليته من الداخل الإيراني؟
استخدمت الفرق الإسرائيلية تكتيكًا يشبه ما فعلته أوكرانيا في الداخل الروسي، حيث تم تهريب أجزاء الطائرات المسيّرة بوسائل تجارية، دون علم الشركاء بطبيعتها، ثم جرى تجميعها ونشرها قرب مواقع استراتيجية، ما سمح بضرب الشاحنات والصواريخ قبل تحركها، مستغلة نقطة ضعف لوجستية حاسمة لدى إيران.
الضربة الاستباقية قلّصت حجم الرد الإيراني
أسهمت هذه الضربات المباغتة في شلّ الدفاعات الجوية الإيرانية وتقليص الرد الصاروخي المتوقع، الذي اقتصر على نحو 200 صاروخ، وهو عدد أقل بكثير مما كان يتوقعه الجانب الإسرائيلي، وفق ما أكدته سيما شاين، رئيسة برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي.
هيمنة جوية إسرائيلية على سماء طهران
بفضل نجاح العملية الميدانية، نفذت 70 مقاتلة إسرائيلية هجمات في محيط طهران، وبقيت داخل الأجواء الإيرانية أكثر من ساعتين، وهو ما اعتُبر أعمق عملية جوية إسرائيلية في إيران حتى الآن، ويمثل تفوقًا أمنيًا واستخباراتيًا غير مسبوق في قلب الجمهورية الإسلامية.
سلسلة من العمليات المعقّدة: طهران مكشوفة
هذه العملية ليست الأولى، بل تأتي ضمن سلسلة عمليات معقّدة نفذها الموساد ضد أهداف إيرانية وميليشيات تابعة لطهران، كـ”حزب الله” و”حماس”، والتي شملت اغتيالات وتفجيرات دقيقة داخل العمق الإيراني، مما يعكس القدرة الإسرائيلية المتزايدة على اختراق البنية الأمنية الإيرانية.
الأثر النفسي: إسرائيل تُربك القيادات العليا في إيران
إضافة إلى الضرر المادي، فإن الهدف الأهم يكمن في زرع الشك والهلع داخل أروقة السلطة الإيرانية. إذ لم يعد أي مسؤول في طهران في مأمن من الاستهداف، خاصة بعد مطاردة القيادات من داخل البلاد، وتأكيد المصادر أن “لا مكان آمن” للنخب السياسية والعسكرية الإيرانية.
هل نحن أمام تغير جذري في قواعد الاشتباك؟
الرسالة التي أراد “الموساد” إرسالها واضحة: إسرائيل قادرة على خوض معركتها الأمنية داخل إيران، وليس فقط على حدودها. هذا التحوّل في أسلوب الردع يُنذر بتصعيد نوعي قد يُغير ملامح المواجهة في المنطقة، وسط صمت رسمي إيراني وتحركات داخلية توحي بالارتباك.
تشير هذه العملية إلى أن إسرائيل لم تعد تكتفي برد الفعل، بل باتت تمسك بزمام المبادرة في عمق إيران. ومع استمرار هذه الهجمات المركزة، تزداد المخاوف من تحوّل التصعيد الحالي إلى صراع مفتوح لا تُعرف نهايته، في وقت تحاول فيه القوى الدولية تهدئة الأوضاع ومنع الانفجار الكبير.
هل تُغيّر هذه العملية حسابات طهران؟ أم أن القادم أشد؟