دراسة دولية: الحواس الخمس تُحذّر من الخرف قبل 20 عامًا من ظهور الأعراض
كشفت دراسة دولية حديثة عن تحول جذري في فهم مرض الخرف، حيث أشارت إلى أن الحواس الخمس قد تُرسل إشارات تحذيرية مبكرة قبل عقود من ظهور الأعراض المعروفة كفقدان الذاكرة واضطرابات اللغة، مما يفتح الباب أمام فرص جديدة للتشخيص المبكر والتدخل الوقائي.
إشارات مبكرة مهملة.. تبدأ من الحواس
بحسب ما نشرته صحيفة الديلي ميل البريطانية، فإن الدراسة التي قادها البروفيسور أندريا تيلز من جامعة سوانسي بالتعاون مع جامعات وهيئات بحثية أوروبية، رصدت تغيّرات دقيقة في الحواس الخمس تظهر في مراحل مبكرة للغاية من المرض، إلا أنها غالبًا ما تمر دون ملاحظة أو تقييم طبي.
وأشار الباحثون إلى أن من بين هذه التغيرات:
- فقدان تدريجي لحاسة الشم
- اضطرابات في الرؤية والتوازن
- تغيرات في التذوق واللمس
- ضعف في الإدراك المكاني مثل الوقوف على مسافات غير مألوفة من الآخرين
الأكثر إثارة في النتائج أن هذه العلامات قد تسبق أعراض الخرف التقليدية بنحو 20 عامًا.
الخرف يبدأ في الدماغ مبكرًا
يعتقد الباحثون أن هذه التغيرات الحسية ترتبط بـ آليات التنكس العصبي، حيث تبدأ أنسجة الدماغ بالضمور والتقلص قبل وقت طويل من ظهور الأعراض الإدراكية الصريحة، مما يؤثر على معالجة الإشارات الحسية.
وأكدت الدراسة أن الدمج بين التقييمات الحسية والاختبارات المعرفية قد يُحسّن كثيرًا من قدرة الأطباء على التشخيص المبكر، مما يتيح فرصًا أكبر للعلاج وتعديل نمط الحياة قبل أن يتفاقم المرض.
دعوات إلى تحديث أدوات التشخيص
قال البروفيسور يان كريملاتشيك من جامعة تشارلز:
“تجاهل الإشارات الحسية في التقييمات الطبية يُعدّ فرصة ضائعة، فالكثير من المرضى يبلغون عن مشكلات في الشم أو التوازن، لكنهم لا يُحالون لتقييمات الخرف إلا في مراحل متأخرة جدًا.”
وأضافت الدكتورة إيما ريتشاردز:
“نحتاج إلى توسيع إطار التقييم ليشمل الجوانب الحسية، لأنها قد تحمل الإنذار الأول بانحلال الخلايا العصبية.”
فقدان الشم… أول علامة محتملة
تُشير دراسات سابقة إلى أن فقدان حاسة الشم هو من أوائل العلامات المرتبطة بمرض الزهايمر، ويُمكن أن يظهر قبل التشخيص السريري بـ 10 سنوات على الأقل. كما أن اضطرابات الرؤية والحركة قد تُصيب ثلث المصابين بألزهايمر في مراحله المبكرة.
خلاصة طبية
بات من الضروري إعادة النظر في أدوات تشخيص الخرف، والانتباه للتغيرات الحسية باعتبارها إشارات مبكرة محتملة للمرض. والتوعية بهذه المؤشرات قد تسهم في اكتشاف الحالات مبكرًا، وتحسين جودة حياة المرضى بشكل كبير.