خطبة الجمعة من المسجد النبوي: الشيخ الحذيفي يدعو إلى التمسك بالرحمة وشكر نعم الله
دعوة لتقوى الله وشكر نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى
أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ الدكتور علي الحذيفي، المسلمين بتقوى الله عز وجل، وشُكره على نعمه الكثيرة، مستشهدًا بقوله تعالى:
(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).
وأكد فضيلته خلال خطبة الجمعة اليوم أن الرحمة هي أعظم بشرى من الله لعباده، مشيرًا إلى أنها تشمل الجميع في الدنيا، لكنها خاصة بالمؤمنين في الآخرة، مبينًا أن الرحمة صفة من صفات الله تعالى لا تُشبهها صفات الخلق، بل تليق بجلاله وعظمته.
الرحمة مفتاح إصلاح المجتمعات وتماسكها
وأشار الشيخ الحذيفي إلى أن الرحمة تُصلح المجتمعات، وتمنح الحياة طيبًا واستقرارًا، لافتًا إلى أن غياب الرحمة يُسبب القسوة والمآسي، ويؤدي إلى تفكك العلاقات وانتشار الظلم.
وأضاف أن القرآن الكريم نزل رحمة للناس، كما أن الشريعة الإسلامية كلها رحمة وكمال، وأن كل أوامر الله ونواهيه فيها الخير لعباده.
النبي محمد رحمة للعالمين
ذكر فضيلته أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو رسالة رحمة أرسلها الله للبشرية، مستشهدًا بقوله تعالى:
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)، موضحًا أن رحمته لم تقتصر على المؤمنين فحسب، بل امتدت حتى للكافرين بالتخفيف من شرورهم وإقامة الحجة عليهم.
فضل موسم الحج وعشر ذي الحجة
أوضح الشيخ الحذيفي أن فضل الله ورحمته تتجلّى بوضوح في موسم الحج، وفي العشر الأوائل من ذي الحجة، حيث تُضاعف الأجور وتُرفع الدرجات، وخصوصًا في صيام يوم عرفة والوقوف بعرفات والذكر والدعاء.
وشدد فضيلته على أن الحج شعيرة عظيمة ما دام قائمًا فإن الخير باقٍ، والرحمة واسعة، وأن في إقامة شعائر الدين بركة للأمة وثبات على الهداية.
دعوة للاستقامة والدعاء لولاة الأمور والمسلمين
اختتم الشيخ الحذيفي خطبته بالدعوة إلى المحافظة على الأعمال الصالحة، والمداومة على الاستقامة، والبعد عن الذنوب، داعيًا المسلمين إلى الإكثار من الدعاء لأنفسهم، ولوطنهم، ولولاة أمورهم، ولسائر المسلمين بالهداية والصلاح، مستشهدًا بقوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ).