دراسة صادمة: تراجع “النوم العميق” بعد الستين قد يرفع خطر الزهايمر بنسبة 32%
تحذير علمي: فقدان نوم الموجة البطيئة يزيد خطر الخرف ويكشف مؤشرات مبكرة للتدهور العقلي
كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في دورية JAMA Neurology، أن فقدان ما يُعرف بـ “نوم الموجة البطيئة” – أعمق مراحل النوم – قد يشكل خطرًا حقيقيًا على صحة الدماغ لدى من تجاوزوا سن الستين، ويزيد من احتمالية الإصابة بالخرف والزهايمر بنسبة تصل إلى 32%.
الدراسة التي تابعت 346 مشاركًا في إطار مشروع فرامنغهام الطبي الشهير، وجدت أن كل انخفاض بنسبة 1% سنويًا في النوم العميق، مرتبط بزيادة قدرها 27% إلى 32% في خطر الإصابة بالخرف، مقارنة بمن حافظوا على جودة نومهم.
ما هو “نوم الموجة البطيئة” ولماذا هو مهم؟
نوم الموجة البطيئة هو المرحلة الأعمق من النوم، التي يلجأ إليها الدماغ للتنظيف الذاتي من النفايات الأيضية، بما في ذلك البروتينات المرتبطة بمرض الزهايمر مثل بروتين “بيتا أميلويد”.
ويؤكد البروفيسور ماثيو باس، عالم الأعصاب في جامعة موناش الأسترالية، أن الحفاظ على هذا النوع من النوم قد يكون عامل وقاية قابل للتعديل في مواجهة أمراض التدهور العقلي.
عوامل تزيد من تدهور النوم العميق بعد الستين
الدراسة أشارت إلى عدة أسباب تفسر انخفاض نوم الموجة البطيئة مع التقدم في العمر، من أبرزها:
- وجود الجين APOE ε4 المرتبط بالزهايمر.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- تناول أدوية تؤثر على جودة النوم.
- انكماش منطقة “الحُصين” في الدماغ، وهي من أولى المناطق التي تتأثر بالزهايمر.
وقد لاحظ الباحثون أن أكبر تراجع في النوم العميق يحصل بين عمر 75 و80 عامًا، وهي مرحلة غالبًا ما ترتبط بظهور أعراض مبكرة للخرف.
كيف تحافظ على نومك العميق بعد الستين؟
رغم أن الدراسة لم تثبت علاقة سببية مباشرة، إلا أن الباحثين قدموا توصيات واضحة للحفاظ على “نوم الموجة البطيئة”، من بينها:
- النوم في أوقات منتظمة.
- خفض الإضاءة والإجهاد قبل النوم.
- الحد من الكافيين والمنبهات مساءً.
- ممارسة تمارين خفيفة خلال اليوم لتعزيز جودة النوم ليلاً.
النوم العميق.. خط الدفاع الأول ضد التدهور العقلي
ويختم بروفيسور ماثيو باس تصريحه بالقول:
“حتى لو لم نعرف السبب النهائي، فإن تحسين جودة النوم العميق قد يكون من أفضل ما يمكن فعله لحماية الدماغ من الزهايمر والخرف مع التقدم في العمر.“
هذه النتائج تفتح الباب أمام أبحاث مستقبلية، وتدفع الخبراء للتأكيد مجددًا على أن النوم الجيد ليس رفاهية، بل ضرورة وقائية لصحة الدماغ.