حارات مكة القديمة.. ذاكرة الحجيج التي لا تغيب رغم التحديث
إرث الضيافة المكيّة يمتد عبر العصور
ما زالت حارات مكة المكرمة القديمة تحافظ على مكانتها في ذاكرة الحجاج، باعتبارها إحدى أبرز ملامح الضيافة المكية الممتدة عبر التاريخ، حيث اعتاد أهالي الحارات على استقبال ضيوف الرحمن، بسقيا ماء زمزم وتقديم الأطعمة، في مشهد يرسّخ مكانة مكة كمركز روحي وإنساني فريد.
الحارات القديمة.. قلب نابض في مواسم الحج
كانت هذه الحارات القريبة من المسجد الحرام مركزًا رئيسًا للتجارة، وملتقىً ثقافيًا واجتماعيًا خلال مواسم الحج، إذ تتلاقى فيها شعوب من مختلف أنحاء العالم، ما خلق بيئةً فريدة من التواصل الثقافي والتبادل الحضاري، ساهمت في ترسيخ هوية الحارات كمركز احتضانٍ دافئ للحجاج.
مساكن وقلوب مفتوحة.. تقاليد الضيافة في أبهى صورها
لم تكن خدمات أهالي الحارات تقتصر على سقيا الماء وتقديم الطعام، بل امتدت إلى فتح بيوتهم لاستضافة الحجاج قبل أيام الحج، ومساعدتهم على التنقل، وإيصال التائهين، في تقليد يعكس كرم الضيافة المكي المتأصل، ويجعل من هذه الحارات شريكًا روحيًا في رحلة الحج.
الأسواق الشعبية.. ومحطة التزود قبل المشاعر
احتضنت الحارات القديمة أسواقًا نابضة بالحياة، يقصدها الحجاج لشراء احتياجاتهم قبل التوجه إلى منى وعرفات، ومن أبرز الهدايا التي كانت تُقدَّم لهم بعد أداء المناسك: الحمص، طبطاب الجنة، السجاجيد، المسابيح، المساويك، لتظل هذه الهدايا رموزًا خالدة من ذاكرة مكة.
عمارة متكيفة وهوية لا تندثر
تميّزت حارات مكة القديمة بعمارة تقليدية شُيّدت من الحجارة والطين، وشوارع ضيقة كانت تظلل الزائرين من حرّ الشمس، ما جعلها بيئة ملائمة للمناخ، ومكانًا تتجلى فيه البساطة والجمال، ولا تزال الآثار الباقية من تلك الحارات تستحضر عبق الماضي في قلوب الحجاج حتى اليوم.
جامعة أم القرى توثق ذاكرة الحارات
واهتمت جامعة أم القرى بدراسة وتحليل التحولات التي شهدتها الحارات، حيث كشفت دراسات تاريخية عن الدور المركزي الذي لعبته في دعم النسيج الاجتماعي والديني لمكة، وعن مكانتها ضمن الحزام المحيط بالمسجد الحرام، كأحد أبرز عناصر الدعم الشعبي لخدمة الحجاج.