حجاج بيت الله على صعيد عرفات: يوم الخشوع الأعظم في مشهد إيماني مهيب يواكبه تنظيم أمني وخدمي دقيق
حجاج بيت الله يتجهون إلى صعيد عرفات في يوم عظيم من أيام الله
مع بزوغ شمس الخميس التاسع من ذي الحجة 1446هـ، بدأ حجاج بيت الله الحرام بالتوجه إلى صعيد عرفات الطاهر، حيث تملأ القلوب السكينة والخشوع، وتعلو الأصوات بالتلبية والدعاء، في مشهد روحاني يهزّ الوجدان.
في يوم يُعد من أعظم أيام الإسلام، تتجلى فيه الرحمة والمغفرة، وتُكتب فيه الأقدار، وقف المسلمون على جبل عرفات متضرعين راجين العفو والعتق من النار، في مشهد يتكرر كل عام لكنه لا يفقد رهبة قدسيته.
من منى إلى عرفات: تفويج منظم ومتابعة أمنية دقيقة
رصدت وكالة الأنباء السعودية (واس) حركة تصعيد الحجيج من منى إلى عرفات، حيث اتسمت بالانسيابية والتنظيم العالي، وسط متابعة أمنية مباشرة من مختلف القطاعات التي انتشرت على طرق المركبات ومسارات المشاة.
تقوم الفرق الأمنية بتوجيه الحجاج، وتنظيم التدفقات البشرية بما يتوافق مع خطط التفويج المعتمدة، في مشهد يجمع بين الدقة الأمنية والحس الإيماني.
خدمات طبية وإسعافية وتموينية في جاهزية تامة
كعادتها، أظهرت القطاعات الحكومية العاملة في الحج جاهزية عالية، حيث انتشرت المراكز الطبية والإسعافية في مختلف أنحاء مشعر عرفات، إلى جانب الخدمات التموينية التي تُغطي احتياجات الحجاج على مدار الساعة.
هذا التكامل الخدمي يأتي ليُجسد حرص المملكة على تيسير مناسك الحج وتوفير بيئة آمنة ومريحة تليق بضيوف الرحمن.
اقتداءً بالسنة النبوية: خطبة عرفة وصلاتي الظهر والعصر في مسجد نمرة
في وقت الظهيرة، أدى الحجاج صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا في مسجد نمرة بأذان واحد وإقامتين، مقتدين بهدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: “خذوا عني مناسككم”.
وقد ألقى الخطيب خطبة عرفة التي حملت مضامين توعوية وإيمانية عظيمة، تُذكّر الأمة بوحدتها، وفضل هذا اليوم العظيم.
مع غروب شمس عرفات.. تبدأ النفرة إلى مزدلفة
ومع غروب شمس هذا اليوم المشهود، تبدأ جموع الحجيج النفرة إلى مزدلفة، حيث يؤدون فيها صلاتي المغرب والعشاء، ويبيتون حتى فجر العاشر من ذي الحجة، مواصلين بذلك خطى النبي صلى الله عليه وسلم في أداء المناسك كما أمر الله.
مشهد عرفات.. محطة الرجاء الأعظم
وقوف الحجيج على صعيد عرفات هو ذروة مناسك الحج، وهو يوم يفيض فيه الدعاء وتُغسل فيه الذنوب، ويجتمع فيه المسلمون على صعيد واحد بقلوب واحدة. تنظيم متكامل، أمانٌ مُحقق، وخدمات لا مثيل لها، تؤكد أن المملكة، قيادةً وشعبًا، تضع خدمة ضيوف الرحمن في أعلى أولوياتها ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030.