أوكرانيا تقصف قواعد روسية في سيبيريا بطائرات مسيّرة وتدمر 40 قاذفة
أكبر هجوم من نوعه: كييف تستهدف قواعد جوية روسية في سيبيريا

في تطور غير مسبوق في مجريات الحرب، نفذت أوكرانيا هجومًا واسع النطاق بطائرات مسيّرة استهدف قواعد جوية روسية حساسة في عمق سيبيريا، الأحد الماضي، مما أسفر عن تدمير أو إتلاف أكثر من 40 قاذفة استراتيجية، وفق إعلان كييف. وتُعد هذه الضربة من أكبر العمليات الجوية الأوكرانية وأكثرها تعقيدًا منذ بداية الصراع، وتشكل ضربة قاسية للثالوث النووي الروسي الذي تعتمد عليه موسكو في الردع الاستراتيجي.
موسكو تقلل من حجم الخسائر وكييف تصف الضربة بالتاريخية
في حين أكدت وزارة الدفاع الروسية أن “عددًا قليلاً من الطائرات” أصيب، بثّت حسابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورًا تُظهر تعرض قاذفتين من طراز تو-95 لأضرار مباشرة. المحللون وصفوا الضربة بأنها توازي في وقعها الهجوم الياباني على بيرل هاربر عام 1941، إلا أن مؤيدين لموسكو اعتبروا أن هذا التشبيه “مبالغ فيه”.
اختراق العمق الروسي: تهديد استراتيجي يتجاوز الجبهة الأوكرانية
اللافت في الهجوم الأخير أنه طال قواعد روسية على بعد آلاف الكيلومترات من الحدود الأوكرانية، في سابقة تؤكد تطور القدرات الأوكرانية في مجال الطائرات المسيّرة بعيدة المدى. واستهدفت الضربات قاعدة “أولينيا” في شبه جزيرة كولا، حيث يُعتقد أن عدة قاذفات تو-95 أُصيبت أثناء تمركزها هناك.
ضربة لأهم أسلحة الردع النووي الروسي
تشكل القاذفات الاستراتيجية العمود الفقري في سلاح الردع الروسي، إلى جانب الصواريخ الباليستية والغواصات النووية. ومع فقدان عدد كبير منها، يرى خبراء مثل دوغلاس باري من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن موسكو باتت أمام مأزق حقيقي: “لا قدرة فورية على التعويض، والبرنامج الجديد لتطوير القاذفات لا يزال في مراحله الأولية”.
فشل دفاعي و”حلول مؤقتة” لحماية أسطول موسكو الجوي
واجهت وزارة الدفاع الروسية انتقادات حادة من المدونين العسكريين داخل روسيا، الذين تساءلوا عن سبب عدم تأمين هذه الطائرات بملاجئ محصنة رغم تكرار الاستهداف. وتشير تقارير استخباراتية إلى أن روسيا لجأت لـ”حيل مؤقتة” مثل الشباك والستائر التمويهية، وُصفت بأنها “عديمة الفائدة” أمام الطائرات المسيّرة.
هل تغير روسيا قواعد الاشتباك؟
تثير هذه الهجمات تساؤلات استراتيجية: هل ستدفع الضربات الجوية الأوكرانية موسكو لإعادة تقييم أمنها الجوي؟ أم ستكتفي بردود محدودة دون تغيير جذري؟ مع دخول الحرب عامها الثالث، تزداد أهمية الضربات النوعية بعيدة المدى، وتثبت أن ميدان المعركة لم يعد مقتصرًا على الخطوط الأمامية فقط، بل بات يمتد إلى قلب العمق الروسي.