السكن النفسي.. الركيزة الأساسية لاستقرار الأسرة والزوجية
حذر الدكتور غازي بن عبدالعزيز الشمري، المستشار الأسري والزوجي والتربوي ومؤسس مبادرة “تصافينا”، من تداعيات غياب السكن النفسي داخل الأسرة، مشيرًا إلى أن ذلك يهدد استقرار البيت ويُضعف العلاقة بين الزوجين بشكل كبير.
وأوضح الشمري أن السكن النفسي هو الطمأنينة التي أرادها الله عز وجل للأزواج، ويشمل الحب والأمان والعطاء والفهم والدفء والرحمة، وهو وجود وإنسانية تُشعر كل فرد داخل الأسرة بأنه مقبول ومحبوب مهما كانت الأخطاء.
كيف يظهر غياب السكن النفسي؟
أشار الشمري إلى أن غياب السكن النفسي يظهر جليًا في الخوف المستمر، والجفاف في الحوار، وغياب الصراحة والشفافية بين الزوجين، مما يؤدي إلى توتر مستمر وحالة من البرود العاطفي قد تصل إلى الانفصال النفسي أو الاجتماعي.
وأكد أن الهدوء الظاهري لا يعني وجود السكن النفسي الحقيقي، فالأمر يتعدى إلى شعور كل فرد في الأسرة بالقبول والاحتواء والاحترام، وهو ما يصنع بيئة صحية ومستقرة قادرة على مواجهة تحديات الحياة الزوجية والأسرية.
أساسيات بناء السكن النفسي في الأسرة
أكد الشمري أن بناء السكن النفسي داخل الأسرة يحتاج إلى مجموعة من القيم والممارسات، منها:
- كلمات المحبة والحنان الصادق
- الاستماع بانتباه وبدون حكم مسبق
- العفو والتسامح عند الزلات والهفوات
- المبادرة في تقديم الدعم والرعاية
- الاحتواء العاطفي والثقة المتبادلة
- احترام الخصوصية وعدم التجاوز
وشدد الشمري على أن هذه القيم ليست رفاهية أو مجرد أفكار نظرية، بل هي أساسيات ضرورية لتأسيس السلام الأسري والوقاية من التفكك والصراعات العاطفية التي تهدد وحدة الأسرة.
رسالة هامة لكل زوجين وأسر
ختم الدكتور غازي الشمري حديثه برسالة موجهة لكل زوج وزوجة، مؤكداً أن السكن النفسي هو المحرك الحقيقي لأي علاقة زوجية ناجحة ومستقرة، وهو الضمانة لبناء عائلة سعيدة ومترابطة.
وشدد على أهمية الوعي بأهمية السكن النفسي والعمل المستمر على تعزيز هذه الروابط من خلال الحوار المفتوح والتفاهم والتسامح، حتى يستطيع البيت أن يكون ملاذًا آمناً لكل أفراده.