السعودية وسوريا.. شراكة جديدة تقود مرحلة إعادة الإعمار والتنمية

في خطوة تاريخية تعكس عمق العلاقات الأخوية وتطلعات المستقبل، عقد صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا مع وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني، خلال زيارة رسمية قام بها سموه إلى العاصمة السورية دمشق، حملت رسائل دعم وتعاون صريح بين البلدين الشقيقين.
فيصل بن فرحان: السعودية مع سوريا يدًا بيد نحو التعافي
استهل سمو الأمير فيصل حديثه بالتأكيد على تحيات القيادة السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي العهد، وتمنياتهم للشعب السوري بالأمن والاستقرار، قائلًا: “بتوجيهات سمو ولي العهد، المملكة تقف إلى جانب سوريا لتقديم الدعم اللازم في مسيرة التعافي والنهوض”.
وأضاف أن الشعب السوري قادر على استعادة وطنه، وأن المملكة تعمل عن قرب مع الحكومة السورية لتحقيق تطلعات السوريين، لافتًا إلى أن السعودية تتطلع إلى تعزيز شراكة استراتيجية تُسهم في ترسيخ الاستقرار الإقليمي وتدفع عجلة النمو الاقتصادي.
دعم سعودي-قطري للقطاع العام السوري ورفع العقوبات
وأعلن الأمير فيصل بن فرحان عن دعم مالي مشترك من المملكة وقطر لصالح العاملين في القطاع العام السوري، بهدف تعزيز تعافي المؤسسات الخدمية وتحسين الوضع المعيشي، مثمنًا في الوقت ذاته استجابة الإدارة الأمريكية لرفع العقوبات المفروضة على سوريا.
وأكد أن المملكة ستظل في مقدمة الدول الداعمة لجهود إعادة الإعمار، في ظل ما تمتلكه سوريا من قدرات وفرص واعدة لإعادة بناء اقتصادها ومجتمعها.
الشيباني: قوة الشراكة مع السعودية في المصالح المشتركة والرؤية الموحدة
من جانبه، رحّب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بزيارة الوفد السعودي، مشددًا على أن العلاقات بين دمشق والرياض دخلت مرحلة قوية من التعاون الاقتصادي والاستثماري، مبينًا أن الشراكة مع السعودية تستند إلى الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة.
وكشف الشيباني عن توقيع اتفاقية استراتيجية في مجال الطاقة مع المملكة، مؤكدًا أنها ستسهم بشكل مباشر في تحسين البنية التحتية وتوفير الكهرباء للمناطق السورية، مضيفًا: “الاتفاقية ستعيد النور إلى سوريا”.
برنامج الحج وتكريم أسر الشهداء
وأكد الشيباني أن الحكومة السورية تعمل على تفعيل برنامج خاص لتسيير الحج لمئات السوريين من عائلات الشهداء، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة تأتي ضمن موجة التكريم الوطني التي تقودها دمشق، وتأكيدًا على هوية سوريا التي لا تترك أبناءها خلفها.
وأضاف: “السعودية تلعب دورًا محوريًا في إعادة إعمار سوريا، ونحن نقدر هذا الدور الأخوي بكل امتنان”.