“الاستعدادات تبهر العالم”.. السعودية تسخّر التكنولوجيا لراحة الحجاج في موسم حج 1446
مراوح رذاذ تبريد ومحطات شحن وراحة متكاملة لضيوف الرحمن
في مشهدٍ يعكس حجم العناية الفائقة التي توليها المملكة العربية السعودية لضيوف الرحمن، وثقت صحيفة “الجارديان” البريطانية استعدادات المملكة لموسم حج 1446 هـ، مؤكدة أن ما يُنفذ من تجهيزات يُعد “منظومة متكاملة” تهدف إلى تمكين الحجاج من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.
مراوح رذاذ متطورة لخفض الحرارة.. “تبريد الرحمة”
أبرزت الصحيفة البريطانية في تقريرها المصور تجهيزات التبريد الذكي التي تم توزيعها في عدد من المواقع الرئيسة، حيث أظهرت صورًا لحجاج يستمتعون برذاذ المراوح التي تبث هواءً منعشًا عبر تقنية تبريد الهواء بالرذاذ، وهي التقنية التي تُعد من أفضل الوسائل الحديثة لخفض درجات الحرارة في المناطق المفتوحة.
هذه المراوح الموزعة في الحرم المكي وساحاته، ومشعري منى وعرفات، لا تُبرّد فقط الأجواء وإنما تساهم في حماية الحجاج من الإجهاد الحراري، خاصة في ذروة الصيف.
منظومة ذكية لخدمة الملايين
وإلى جانب أنظمة التبريد، كشفت “الجارديان” أن الاستعدادات السعودية تشمل تجهيز الاستراحات ومحطات شحن الهواتف المحمولة، وهي جهود متكاملة تؤكد حرص المملكة على تعزيز الراحة والسلامة والتجربة الإيمانية للحجاج.
وتمتد هذه الخدمات إلى جميع مراحل رحلة الحاج، من وصوله إلى المملكة وحتى مغادرته، ضمن منظومة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وإدارة الحشود، وتوفير التوعية الرقمية، مما يبرهن على التحول الرقمي الذي تشهده منظومة الحج.
تقدير عالمي وتحول نوعي في خدمة الحجاج
أشادت “الجارديان” بهذه الجهود ووصفتها بأنها نموذج عالمي في إدارة الحشود والخدمات الدينية، مشيرة إلى أن المملكة تستثمر في التقنيات الحديثة والراحة المعيشية للحجاج، دون أن تتخلى عن البعد الروحي والإنساني، وهو ما ينسجم مع أهداف رؤية السعودية 2030.
نحو موسم حج استثنائي يعكس صورة المملكة الحديثة
يؤكد هذا التوثيق الإعلامي العالمي أن السعودية لا تكتفي بتوفير الخدمات، بل تذهب أبعد من ذلك عبر إعادة تعريف تجربة الحج، بوصفه فريضة إيمانية وروحانية مدعومة بأحدث معايير الراحة والسلامة.
ومع تواصل الاستعدادات، يتوقع أن يشهد موسم حج 1446هـ تجربة غير مسبوقة من حيث التنظيم، والخدمات، وجودة الحياة في المشاعر المقدسة، بما يعكس صورة المملكة الحديثة، ورسالتها في خدمة الإسلام والمسلمين.