اعلان

طريق الهجرة: شريان تاريخي بين الحرمين يخدم ضيوف الرحمن

يُعد طريق الهجرة من أهم الشرايين البرية في المملكة العربية السعودية، لما يمثله من قيمة دينية وتاريخية عميقة، إلى جانب دوره الحيوي في خدمة ضيوف الرحمن والحجاج والمعتمرين. هذا الطريق الذي يبدأ من مكة المكرمة، مرورًا بجدة، وصولًا إلى المدينة المنورة، يمتد على مسافة تقارب 420 كيلومترًا، ويُجسّد الرابط بين الحرمين الشريفين، في مسار يُحاكي خطوات النبي محمد ﷺ في الهجرة المباركة وحجة الوداع.


مسار النبي في الهجرة يتحوّل إلى طريق عصري

يحمل الطريق اسمه من أعظم رحلة في التاريخ الإسلامي، رحلة الهجرة النبوية، حيث مرّ النبي ﷺ عبر عدد من المحطات التاريخية التي لا تزال تحتفظ بذكراها حتى اليوم، منها: ذو الحليفة (أبيار علي)، ملل، السيالة، الروحاء، الأبواء، الجُحفة، قديد، عسفان، مرّ الظهران، وسرف، حتى وصوله إلى مكة عبر ذي طُوى (حي جرول حاليًا).

وقد تحوّل هذا المسار التاريخي إلى طريق سريع حديث بفضل الجهود التنموية المستمرة منذ تأسيس المملكة، حيث بدأت أعماله عام 1370هـ، وتم تطويره بعد تعرضه للسيول عام 1381هـ، ليُعاد افتتاحه في 1382هـ بوصفه طريقًا استراتيجيًا يخدم ملايين الحجاج والمسافرين سنويًا.

ads

خدمات متكاملة تعزز تجربة الحاج والمعتمر

يمر الطريق بعدد من المحافظات والمراكز الحيوية، مثل جدة، الجموم، ووادي الفرع، ويضم محطات استراحة، ومناطق خدمية وتجارية، ومراكز إسعافية، ما يجعله أكثر أمانًا وكفاءة للحجاج والمعتمرين.

وتمثل هذه الخدمات جزءًا من رؤية المملكة 2030، والتي تسعى لتطوير منظومة النقل، ورفع كفاءة البنية التحتية المرتبطة بقطاع الحج والعمرة، عبر تحسين تجربة الزائر من لحظة وصوله وحتى مغادرته.


الهيئة العامة للطرق تقود التحول في القطاع

تُشرف الهيئة العامة للطرق على تنظيم هذا الطريق الحيوي، ضمن إطار إستراتيجية تطوير قطاع الطرق في المملكة، التي تركز على تحقيق السلامة المرورية، وتقليل الازدحام، وتحسين جودة الطرق. ويُعد طريق الهجرة نموذجًا لتكامل العمل بين التاريخ والبنية التحتية، حيث يُقدّم تجربة روحية وعملية في آن واحد.


طريق الهجرة في قلب التاريخ والحداثة

أصبح الطريق ليس مجرد ممر للنقل، بل معلمًا حضاريًا يجمع بين الإرث الإسلامي العريق والتطور العصري، ويُبرز مدى ارتباط المملكة بجذورها التاريخية وحرصها على خدمة الإسلام والمسلمين، عبر تطوير البنية التحتية التي تربط بين أقدس بقعتين على وجه الأرض.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *