اعلان

تحفة من الكريستال.. كيف غيّر الملك فيصل شكل مقام سيدنا إبراهيم؟

في خطوة تاريخية جمعت بين الهيبة الدينية والدقة الفنية العالمية، أصدر الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- في عام 1964م قرارًا يقضي بتغيير تصميم مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام، وذلك بهدف تقليل الزحام في الحرم المكي، وخصوصًا في موسم الحج، حيث تم تحويله من قبّة كبيرة إلى قبّة كريستالية شفافة غير قابلة للكسر، تمثل اليوم واحدة من أندر التحف المعمارية الإسلامية الحديثة.


رحلة البحث عن الكريستال: من مكة إلى قلب أوروبا

بحسب ما كشفه الباحث التاريخي عبدالله العمراني ، فإن الملك فيصل تابع شخصيًا عملية تصميم القبة الجديدة، وجرى البحث عن أفضل الحرفيين في أوروبا، حتى وقع الاختيار على الفنان الفرنسي جوزيف شنايدر، صاحب ورشة متخصصة في مقاطعة لورين الفرنسية.

استغرق العمل على القبة أكثر من 5 آلاف ساعة عمل متواصل على مدى سبعة أشهر، ليخرج بتحفة فنية نادرة تتكون من 8 قطع كريستالية ضخمة ومصقولة بعناية فائقة، يبلغ وزنها الإجمالي قرابة 2 طن، بارتفاع 1.35 متر، ومثبتة على قاعدة جرانيتية سوداء، مع تاج بلوري مذهّب.

ads

وصول القبة إلى السعودية.. حدث تاريخي بكل المقاييس

في 25 فبراير 1967م، وصلت القبة الكريستالية إلى مطار جدة على متن طائرة خاصة، بعد تأمينها بمبلغ مليون فرنك، في دلالة على قيمتها النادرة وفخامتها العالية. وفي يوم السبت 21 أكتوبر من نفس العام، قام الملك فيصل -رحمه الله- بنفسه بإزاحة الستار عن الشكل الجديد للمقام الشريف في احتفال رسمي ومهيب داخل الحرم المكي.


بين الأصالة والتجديد: إرث معماري خالد

يعد هذا التغيير أحد أبرز القرارات المعمارية والإدارية في تاريخ الحرمين الشريفين، حيث جمع بين تقديس المكان والحداثة في التصميم، وهو ما رسّخ دور المملكة الريادي في خدمة الحرمين الشريفين، وجعل من قبة مقام إبراهيم نقطة جذب روحانية وفنية لكل من يزور الكعبة المشرّفة.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *