علماء المسلمين: لا يجوز الحج بلا تصريح… والمملكة تطبق التوجيهات الشرعية لحماية ضيوف الرحمن
التزام الأنظمة واجب شرعي: التصريح شرط لأداء فريضة الحج

أكّد كاتب الرأي وعضو مجلس الشورى السابق د. إبراهيم النحاس أن السياسات والأنظمة التي أقرتها المملكة العربية السعودية لتنظيم الحج، وعلى رأسها عدم جواز أداء الحج دون تصريح، ليست فقط إجراءات تنظيمية، بل هي منسجمة تماماً مع مقاصد الشريعة الإسلامية ومبادئ النظام الأساسي للحكم في المملكة، مشيرًا إلى أن هذه القوانين تضمن سلامة وصحة الحجاج، وتحقق الطمأنينة في أداء الشعائر.
ويستند الكاتب في مقاله المنشور بصحيفة الرياض إلى بيانات علمية وشرعية رفيعة المستوى صادرة عن هيئة كبار العلماء، رابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، وكلها تؤكد على وجوب التصريح للحج كضرورة شرعية وتنظيمية.
بيانات شرعية تؤكد: الحج بلا تصريح مخالف للتوجيهات الإسلامية
في بيانها الصادر في 17 شوال 1445هـ، أكّدت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية أن الالتزام باستخراج تصريح الحج مستند إلى أدلة شرعية واضحة، ويهدف إلى رفع الحرج وتحقيق السلامة العامة في المشاعر المقدسة.
وأشار البيان إلى أن الحج بدون تصريح يؤدي إلى فوضى تنظيمية وأضرار صحية، ويسيء إلى النظام الذي بُني لضمان حقوق الحجاج في النقل والسكن والإعاشة والرعاية الطبية، وأن المخالفة تعد إثمًا شرعيًا لما تحمله من ضرر متعدٍّ إلى الآخرين.
دعم عالمي من مؤسسات إسلامية كبرى
رابطة العالم الإسلامي، عبر بيانها الصادر في 1 مايو 2024م، دعمت توجه المملكة، حيث أشار الأمين العام فضيلة الشيخ د. محمد العيسى إلى أن الالتزام بإجراءات التصريح هو مظهر من مظاهر العدل والمساواة في الفرص، ويمنع الفوضى والأذى في مواسم الحج.
كما أكد مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي، في بيانه الصادر بتاريخ 2 مايو 2024م، على وجوب الالتزام بالتصريح، واصفًا تجاهله بأنه مخالفة شرعية ودعا وسائل الإعلام والعلماء والدعاة لنشر هذا التوجيه وتوعية المسلمين به.
النظام الأساسي للحكم في السعودية: خدمة الحرمين واجب أصيل
يربط “النحاس” بين هذه الإجراءات وبين ما ورد في النظام الأساسي للحكم في المملكة، وتحديدًا في المادتين (23) و(24)، حيث تحمي الدولة عقيدة الإسلام وتقوم بـإعمار الحرمين وخدمة ضيوف الرحمن، موضحًا أن خدمة الحجاج وتوفير الأمن والسكينة لهم هي جزء لا يتجزأ من هوية الدولة السعودية.
ويؤكد أن الجهود السعودية في عمارة المشاعر المقدسة وخدمة الحجيج على مدى أربعة عشر قرنًا جعلت المملكة الأولى والرائدة في خدمة الإسلام ومقدساته، وتسخيرها للموارد والخطط التنظيمية هو امتداد لنهج الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، في جعل الحج شعيرة تُؤدى بسكينة وأمن.
تنظيم الحج… حماية للمصلحة العامة وسلامة الأرواح
يختم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن السياسات التنظيمية السعودية في موسم الحج توافق التوجيهات الشرعية وتحقق مقاصد عليا للإنسان، داعيًا المسلمين في كل مكان إلى اتباع القوانين المنظمة لشعيرة الحج، والالتزام بما فيه مصلحة الفرد والمجتمع، وطاعة ولي الأمر كما أوجبت الشريعة الإسلامية.