التحوّل نحو المدن المستدامة ضرورة ملحّة تواجه مقاومة مجتمعية واقتصادية
الاستدامة الحضرية لم تعد خيارًا
أكد الباحث السعودي في السياحة والاستدامة الحضرية، زياد مرشود العتيبي، أن التحوّل إلى مدن مستدامة أصبح ضرورة حتمية تفرضها التحديات البيئية والاجتماعية المعقدة التي تواجه المدن الحديثة، مشيرًا إلى أن هذا التحوّل لا يسير دائمًا بسلاسة، بسبب مقاومة مجتمعية واقتصادية من عدة أطراف.
تحديات الاستدامة: مقاومة المجتمع والقطاع الخاص
أوضح العتيبي أن السياسات الهادفة لتحقيق الاستدامة الحضرية تواجه رفضًا في بعض المجتمعات التي ترى أنها تشكّل عبئًا على الحياة اليومية، أو تفرض تكاليف إضافية. كما أن القطاع الخاص غالبًا ما يعارض التغييرات خوفًا على أرباحه، فيما تعوق البيروقراطية الحكومية تبنّي الحلول المبتكرة.
وتحدث عن مثال عالمي على ذلك، هو مشروع “مدينة 15 دقيقة” في باريس، الذي رغم طموحه، وُوجه بانتقادات من شرائح من المجتمع.
حلول مقترحة لتعزيز التحوّل
وشدّد العتيبي على أهمية التعامل مع هذه المقاومة ليس كعقبة، بل كفرصة لفهم المخاوف ومعالجتها من خلال أدوات متعددة، من أبرزها:
- التوعية المجتمعية بالفوائد طويلة الأمد
- تقديم الحوافز الاقتصادية للمواطنين والقطاع الخاص
- تعزيز المشاركة المجتمعية في التخطيط والتنفيذ
- دعم الشراكات بين القطاعين العام والخاص
دروس من مدن عالمية
استشهد العتيبي بتجارب ناجحة مثل:
- كوبنهاغن: نموذج عالمي لمدينة خالية من الكربون
- سنغافورة: استطاعت دمج الزراعة الحضرية رغم الكثافة السكانية
رسالة للمستقبل: لا كوكب بديل
اختتم العتيبي حديثه بمقولة الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون:
“لا توجد خطة بديلة، لأنه لا يوجد كوكب بديل”،
داعيًا إلى أن يكون التغيير أداة للنمو، لا سببًا للتراجع، مؤكدًا أن النجاح في تحقيق الاستدامة يبدأ من فهم الناس، وإشراكهم في الحلول.
