هل تسقط فريضة الحج بدون تصريح؟ د. سهيل قاضي يوضح مفهوم الاستطاعة الشامل
في موسم الحج، تتجدد التساؤلات حول “الاستطاعة” كشرط أساسي لأداء الفريضة، وفي هذا السياق يؤكد الكاتب الصحفي الدكتور سهيل بن حسن قاضي أن الحصول على تصريح الحج من السلطات المختصة يدخل ضمن مفهوم الاستطاعة التي لا يكتمل الحج بدونها. ويرى أن من يخالف الأنظمة ويتجاوز الضوابط لا حج له شرعًا.
الاستطاعة لا تقتصر على المال والصحة فقط
في مقاله المنشور بصحيفة “المدينة” بعنوان “الحج والاستطاعة.. نحو فهم أعمق”، شدد د. قاضي على أن مفهوم الاستطاعة لا يقتصر فقط على القدرة المالية أو الجسدية، بل يشمل أيضًا القدرة الذهنية والالتزام بالأنظمة والتعليمات التي وضعتها الجهات المعنية، وعلى رأسها الحصول على تصريح الحج.
الأنظمة لحماية الأرواح.. لا لتقييد العبادات
يحذر د. قاضي من التعامل الخاطئ مع الأنظمة على أنها قيود إدارية، مؤكدًا أن الهدف منها هو حماية الأرواح، وتنظيم الحشود، والمحافظة على قدسية المشاعر. ويضيف: “من لا يحرص على احترام التعليمات فلا حج له، فالحج عبادةٌ خالصة لا تتحقق مع الفوضى والمخالفة”.
ويستدل بالآية:
“فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ” (البقرة: 197)، ليؤكد على ضرورة الالتزام والانضباط خلال تأدية المناسك.
العلماء مطالبون بتوضيح مفهوم الوزر والإثم
يدعو د. قاضي علماء المسلمين إلى تكثيف الجهود التوعوية لتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى بعض المسلمين، خاصة أولئك الذين يتكبدون الديون أو يبيعون ممتلكاتهم من أجل أداء فريضة أُعفوا منها شرعًا لعدم توفر الاستطاعة.
كما أشار إلى أهمية التوعية بأن مخالفة تعليمات الحج لا تجلب الأجر بل الوزر، داعيًا إلى الاقتداء برسول الله ﷺ الذي بدأ بإزالة المفاهيم الباطلة قبل تحطيم الأصنام، في إشارة إلى ضرورة إزالة الأصنام الفكرية المتعلقة بفهم الركن الخامس من الإسلام.
الاستطاعة المفهومة خطأ تقود للتكليف بما لا يُطاق
ضرب د. قاضي مثالًا بتكريم بعض الجهات أسر شهداء الواجب بتيسير الحج لهم، مؤكدًا أنه في حال وجود إعاقة أو مرض مزمن، يجب التفكير بوسائل تكريم بديلة لا تُكلف الشخص ما لا يطيق، مشددًا على أن الحج عبادة مشروطة بقدرة شاملة تشمل العقل والجسد والصحة والمال والنظام.
ندوة وزارة الحج: توعية شاملة للاستطاعة
ختم د. قاضي بالإشادة بندوة أقامتها وزارة الحج والعمرة عن مفهوم الاستطاعة، والتي شارك فيها نخبة من علماء المسلمين، مشددين على أن العفو عن الحج جاء من الله رحمة بعباده، وداعيًا لرفع الوعي العام، قائلًا:
“هنيئًا لمن أكرمه الله بالعقل والحكمة، فسوف ينال الثواب من رب العباد. اللهم اجعله حجًا ونجا”.
