منظمة الصحة العالمية: انهيار وشيك للقطاع الصحي في غزة وسط نفاد المعدات والأدوية
كشفت منظمة الصحة العالمية اليوم الاثنين عن مشهد إنساني كارثي يتفاقم يومًا بعد يوم في قطاع غزة، حيث أوضحت أن غالبية مخزونات المعدات الطبية والأدوية الأساسية باتت غير متوفرة بالكامل، في ظل استمرار الحصار وصعوبة إدخال المساعدات الإنسانية.
مخزونات طبية شبه معدومة: 42% من الأدوية الأساسية مفقودة
قالت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط، خلال مؤتمر صحفي عقد في جنيف، إن الوضع الصحي في غزة “كارثي بكل المقاييس”، مشيرة إلى أن 64% من المعدات الطبية لم تعد متوفرة، فيما نفدت 42% من الأدوية الأساسية، بما في ذلك مسكنات الألم واللقاحات.
وأكدت بلخي أن أكثر من 11 أسبوعًا مضت دون دخول شاحنة طبية واحدة تابعة للمنظمة، رغم السماح بدخول محدود لبعض المساعدات.
115 شاحنة فقط دخلت غزة من أصل 400
وأضافت بلخي أن نحو 400 شاحنة مساعدات طبية وإغاثية تم السماح لها بالدخول إلى غزة، لكن لم يصل منها فعليًا سوى 115 شاحنة فقط، في حين لم تصل أي منها إلى شمال القطاع، المنطقة الأكثر تضررًا من القصف والحصار.
وأكدت أن هناك 51 شاحنة محمّلة بالمعدات الطبية لا تزال عالقة على الحدود بانتظار التصاريح، بينما الوضع يزداد تعقيدًا وخطورة.
تحذير من مستقبل مظلم للأجيال المقبلة
أعربت بلخي عن قلق المنظمة العميق ليس فقط بشأن الاستجابة الفورية، بل أيضًا بشأن “عواقب هذا الوضع على مستقبل الأجيال في غزة”، حيث أن القطاع الصحي هناك على حافة الانهيار التام، في ظل عدم توفر اللقاحات والرعاية الأولية.
مخاوف من تصاعد المجاعة وسخط دولي متزايد
من جهته، قال الدكتور أحمد زويتن، المدير الإقليمي للطوارئ في منظمة الصحة العالمية، إنه من المبكر تحديد ما إذا كانت التأخيرات في إدخال المساعدات مرتبطة بعوامل لوجستية أو بتنظيمات معقدة.
في الوقت نفسه، نقلت مصادر أن الحصار الإسرائيلي الشامل المفروض على غزة منذ أكثر من شهرين بدأ يتخفف جزئيًا، إلا أن وكالات الإغاثة حذّرت من مجاعة محتملة، وسط موجة سخط دولي متصاعد، حتى من حلفاء تقليديين لإسرائيل.
