“أثر يزهر”.. مبادرة بيئية ملهمة من تعليم الطائف لتحويل بقايا الطعام إلى مستقبل أخضر
في تجسيد عملي لرؤية السعودية 2030 وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، أطلقت الثانوية الرابعة بالحوية التابعة لإدارة تعليم الطائف مبادرة بيئية نوعية بعنوان “أثر يزهر”، تهدف إلى رفع الوعي البيئي من خلال إعادة تدوير بقايا الطعام وتحويلها إلى سماد عضوي يُستخدم في التشجير، مما يسهم في تحسين جودة التربة واستدامة البيئة المحلية.
وعي طلابي يُثمر أثرًا بيئيًا
جاءت المبادرة ثمرة لجهود ميدانية قدّمتها طالبات المدرسة، حيث شاركن في مشاريع بيئية شملت جمع بقايا الطعام من داخل المدرسة وخارجها، ثم تحويلها إلى سماد عضوي من خلال عمليات مدروسة بيئيًا، استُخدمت لاحقًا في أعمال تشجير موثقة ومراقبة بيئيًا.
وتُعد هذه الخطوة نموذجًا يُحتذى به في تمكين الطالبات وتعزيز دورهن في خدمة البيئة، كما تسهم في تنمية المهارات التطوعية المرتبطة بالاستدامة البيئية.
تفاعل مجتمعي وشراكات بيئية داعمة
حظيت المبادرة بتفاعل واسع من المجتمع المحلي، إذ أُضيئت الشاشات الإعلانية في عدة مواقع بالطائف دعمًا لأهداف “أثر يزهر”، ما يعكس التكامل بين التعليم، والمجتمع، والجهات الحكومية.
كما تم تطوير تطبيق إلكتروني وخريطة تفاعلية، تُمكّن المستخدمين من توثيق مساهماتهم البيئية ومواقع التشجير التي تمت باستخدام السماد العضوي المنتج، مما يعزز من الشفافية والتحفيز المجتمعي.
قيادة تعليمية تشيد بالجهود وتمهد لمشاريع أوسع
أشادت قائدة المدرسة مها الشهراني بالمبادرة وفريق العمل، مؤكدة أن “أثر يزهر” تمثل نقلة نوعية في ترسيخ الوعي البيئي لدى الجيل الجديد، وأن مثل هذه المبادرات تزرع في نفوس الطلاب قيم المسؤولية تجاه البيئة والاستدامة.
ومن جانبها، أكدت منسقة المبادرة نوير العتيبي أن العمل الجماعي وتعاون الجهات كان مفتاح النجاح، مضيفة: “نحو بيئة أكثر استدامة، نؤمن بأن التعاون هو الأساس لتحقيق الأثر الحقيقي”.
وقدمت قائدة المدرسة شكرها لـ المدير العام لتعليم الطائف لدعمه المستمر، كما ثمّنت دور أمانة محافظة الطائف في إبراز هذه الجهود وتوفير بيئة محفزة لنشر ثقافة إعادة التدوير.
“أثر يزهر”: بيئة مدرسية خضراء برؤية وطنية
تندرج المبادرة ضمن رؤية تعليمية ومجتمعية شاملة لنشر ثقافة الاستدامة البيئية داخل وخارج أسوار المدارس، وتحفيز المجتمع على تبنّي حلول بيئية مبتكرة تسهم في بناء مستقبل أكثر توازنًا مع الطبيعة.
ويُنتظر أن تُسهم مبادرة “أثر يزهر” في تحفيز مدارس أخرى على إطلاق مشاريع مشابهة، لترسيخ مفهوم التنمية البيئية في عقول الطلاب، وتعزيز الانتماء المجتمعي والعمل التطوعي البيئي.