تحوّل مفاجئ في موقف ترامب: واشنطن تدعو علنًا إلى إنهاء حرب غزة وضغوط دولية تتصاعد على إسرائيل

في تطورٍ مفاجئ يُعيد رسم خريطة المواقف الدولية تجاه الحرب على غزة، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسرائيل بشكل علني إلى وقف العمليات العسكرية فورًا، في تصريح هو الأول من نوعه منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، مؤكدًا وجود حوارات جادة مع تل أبيب لوقف شامل للأعمال القتالية.
التصريحات التي أدلى بها ترامب أمس قبيل مغادرته نيو جيرسي، تمثّل انعطافة حادة في الموقف الأمريكي، خصوصًا أنه كان في السابق حمّل حركة حماس كامل المسؤولية عن استمرار الصراع.
تغير في النبرة الأمريكية تجاه إسرائيل
موقف ترامب الجديد يعكس تحولًا في السياسة الخارجية الأمريكية، وهو ما فسره مراقبون بأنه نتيجة ضغوط داخلية من الكونغرس والرأي العام الأمريكي، إلى جانب تنامي الانتقادات الدولية لإسرائيل بشأن استخدام القوة المفرطة في غزة.
هذا التحول يُعدّ خطوة غير مسبوقة خلال فترة رئاسة ترامب، الذي كان من أبرز الداعمين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحرص على إظهار جبهة موحدة مع إسرائيل في مواجهة الانتقادات العالمية.
حلفاء إسرائيل يتراجعون: عقوبات وبيانات غربية حادة
تزامن التحول الأمريكي مع مواقف متشددة من الحلفاء الغربيين التقليديين لإسرائيل، حيث أصدرت بريطانيا وفرنسا وكندا بيانًا مشتركًا وصف العمليات الإسرائيلية بأنها غير متناسبة تمامًا، محذرين من عقوبات ملموسة إذا لم تغيّر إسرائيل من استراتيجيتها.
ولم تكتف بريطانيا بالتحذيرات، بل أوقفت مفاوضات التجارة مع تل أبيب، وفرضت عقوبات على مستوطنين متطرّفين تورطوا في تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة، في خطوة تُعد الأقوى منذ سنوات في علاقتها مع إسرائيل.
مؤتمر دولي مرتقب في فرنسا لإحياء حل الدولتين
ضمن التحركات الأوروبية، أعلنت فرنسا عن مؤتمر دولي في يونيو المقبل لمناقشة إقامة دولة فلسطينية، وهو ما ترفضه الحكومة الإسرائيلية الحالية بشدة. ويهدف المؤتمر إلى إحياء مسار حل الدولتين، في محاولة لكسر الجمود السياسي الذي تسببت به سنوات من التصعيد والعنف.
نجاح هذا المؤتمر قد يُسهم في فرض تسوية دولية جديدة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وسط تنامي الدعم العالمي لحقوق الفلسطينيين، وتراجع التأييد المطلق لإسرائيل في العديد من العواصم الغربية.
هل تتغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط؟
هذه التحولات السياسية المتسارعة تُنبئ بأن إسرائيل قد تواجه تغيرًا جذريًا في خارطة الدعم الدولي، ما يفرض عليها إعادة تقييم استراتيجيتها العسكرية والسياسية. ويطرح المتابعون تساؤلات مهمة حول مستقبل الحرب في غزة، ومدى استعداد إسرائيل للانخراط في حل سياسي شامل يُنهي دوامة الدم والدمار.