إنجاز طبي نوعي في مدينة الملك فهد الطبية: علاج ورم عظمي نادر في العمود الفقري لطفل بـ تقنية متطورة بدون جراحة
نجح فريق الأشعة التداخلية بمدينة الملك فهد الطبية، بالتعاون مع قسم جراحة العمود الفقري، في تحقيق إنجاز طبي فريد من نوعه بعلاج طفل يبلغ من العمر 12 عامًا يعاني من ورم عظمي حميد نادر في الفقرة الخامسة من العمود الفقري العنقي، باستخدام تقنية الاستئصال بالتردد الحراري ثنائي القطب الموجه بالأشعة المقطعية، دون الحاجة لتدخل جراحي تقليدي.
ورم عظمي نادر في العمود الفقري العنقي.. تحديات طبية كبيرة
يُعد ظهور ورم عظمي حميد (Osteoid Osteoma) في منطقة العمود الفقري العنقي من الحالات الطبية النادرة والمعقدة، نظرًا لقربه من الحبل الشوكي والأعصاب الحساسة، إضافةً إلى الشرايين المغذية للدماغ، مما يجعل التعامل معه يتطلب دقة متناهية وتنسيقًا عالي المستوى بين الفرق الطبية.
تقنية التردد الحراري ثنائي القطب: علاج دقيق بدون جراحة
استُخدمت تقنية الاستئصال بالتردد الحراري ثنائي القطب الموجه بالأشعة المقطعية (CT-guided Radiofrequency Ablation)، حيث تم إدخال إبرة دقيقة إلى موقع الورم تحت التخدير العام، ثم توجيهها عبر الأشعة المقطعية، ليتم تسخين الورم وقتل الخلايا المصابة دون الإضرار بالبنى العصبية أو الأوعية الدموية المجاورة، ما يمثّل طفرة علاجية في مجال التدخلات الدقيقة.
نتائج مبهرة وتعافي سريع
أظهرت نتائج العملية اختفاء الألم المزمن الذي كان يعاني منه الطفل، مع عدم حدوث أي مضاعفات عصبية أو وظيفية، إذ خرج الطفل من المستشفى خلال 48 ساعة فقط، ما يؤكد نجاح التقنية وسلامتها.
استراتيجية طبية طموحة لتوطين المهارات الدقيقة في السعودية
يؤكد الفريق الطبي أن هذا الإنجاز هو جزء من استراتيجية مدينة الملك فهد الطبية التي تركز على توطين المهارات الطبية الدقيقة وتعزيز التعاون بين التخصصات المختلفة لتقديم رعاية صحية تخصصية متقدمة وفق أعلى المعايير العالمية، بما يعكس التقدم الطبي في المملكة ورؤية 2030 الصحية.
