اعلان

غزة تحت النار والجوع: مأساة إنسانية وسط أنقاض الحرب ومعاناة النزوح

في قلب مدينة كانت يومًا ما رمزًا للحياة والثقافة، تنكسر أرواح البشر كما تتحطم أمواج المتوسط على شاطئ غزة الغربي. ومع استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية الجديدة التي حملت اسم “عربات جدعون”، يتحول شمال القطاع إلى مسرح مدمر لصراع لا يرحم، يدفع فيه المدنيون، لا سيما الأطفال والنساء، الثمن الأكبر.

نار الحرب وركام المنازل: نازحون يبحثون عن مأوى

مع تصاعد وتيرة القصف الجوي والمدفعي، فرّ ما لا يقل عن 100 ألف فلسطيني من أحياء شمال غزة نحو المجهول، وسط نقص حاد في الغذاء والماء والمأوى. ويقيم كثير منهم اليوم في مخيمات مؤقتة أو على الأرصفة، تحت أغطية بلاستيكية لا تقيهم حرارة النهار ولا برد الليل، بينما يلف الصمت الدولي محنتهم.

ضحايا بلا إنذار: مدنيون يُسحقون تحت أنقاض الصراع

سجلت الهجمات الإسرائيلية خلال أسبوع واحد فقط مقتل 750 شخصًا وإصابة 2000 آخرين، معظمهم من المدنيين. وبحسب شهادات نقلتها صحيفة الجارديان البريطانية، فإن المآسي تتكرر يوميًا، مثل ما رواه محمد أبو نادي من جباليا، الذي فقد صديقًا مع عائلته في لحظة: “قُتلوا جميعًا، لم يبقَ منهم أحد”.

ads

ثمن الصراع المستمر: خسائر بشرية لا تُحصى

يقول أبو آدم عبد ربه (55 عامًا) إن عائلته الممتدة فقدت أكثر من 80 فردًا منذ بدء الحرب، مضيفًا: “دفناهم على عجل بينما كانت الطائرات تقصف فوق رؤوسنا”. هذا الواقع يتكرر مع آلاف العائلات، في وقت تدّعي فيه إسرائيل أن أهدافها عسكرية، وتتهم حماس باستخدام المدنيين كدروع بشرية، وهو ما تنفيه الحركة.

خطر المجاعة يقترب: الغذاء أصبح عملة نادرة

تشير تقارير أممية إلى أن غزة تقف على حافة المجاعة، بعد أن توقفت معظم المخابز المجانية وأفرغت مستودعات الغذاء. وتكافح المطابخ المجتمعية لإنتاج 300 ألف وجبة يوميًا، بينما بلغ سعر كيلوغرام الطماطم أو البصل 13 دولارًا. يقول الطبيب البريطاني إيان لينون من جنوب غزة: “الناس ينهارون من الجوع، لا طعام ولا أمل”.

فقدان الثقة في مبادرات الإغاثة: الطريق إلى المساعدات محفوف بالمخاطر

أعلنت إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، خطة جديدة لتوزيع المساعدات في جنوب غزة، لكن عمال الإغاثة يحذرون من خطورتها. فالمحتاجون عليهم عبور مسافة 25 ميلاً في ظل القصف والدمار للحصول على حصة غذائية، وسط شبه انعدام لوسائل النقل الآمنة.

الضعفاء يدفعون الثمن: محمود نموذجًا لجيل محطم

في بيت لاهيا، حاول محمود، ابن إيهاب العطار، إنقاذ بعض الطعام لأسرته، لكنه أُصيب بصاروخ أفقده جزءًا من أمعائه. ومع انهيار النظام الصحي في الشمال، اضطرت عائلته للعيش في خيمة في شوارع غزة، في ظروف صحية غير إنسانية، تحاول فيها والدته رعايته يدويًا، بدون دواء أو طعام كافٍ.

إلى متى؟ سؤال يردده الجميع دون إجابة

في ظل هذا المشهد الكارثي، تطرح العائلات الفلسطينية السؤال الصعب: هل من نهاية لهذا العذاب؟ الجوع، القصف، النزوح، وغياب الأمل، كلها مفردات يومية في غزة، حيث لا شيء يلوح في الأفق سوى المزيد من الألم.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *