اعلان

دراسة بريطانية: الاكتئاب والوحدة قد يكونان مقدمة لآلام جسدية مزمنة

من الصحة النفسية إلى الألم الجسدي.. رابط زمني واضح

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من كلية لندن الجامعية، أن تدهور الحالة النفسية مثل الاكتئاب والشعور بالوحدة قد يكون مؤشرًا مبكرًا لاحتمالية الإصابة بآلام جسدية مزمنة في مراحل لاحقة من العمر، خاصة بعد منتصف العمر.

واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات من الدراسة الطولية الإنجليزية للشيخوخة (ELSA)، التي تابعت أكثر من 7300 شخص على مدى 21 عامًا. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين عانوا آلامًا متوسطة إلى شديدة كانوا قد مرّوا بسنوات من اضطرابات نفسية بدأت قبل 8 سنوات تقريبًا من بدء الشعور بالألم.


الاكتئاب يسبق الألم ويصاحبه

أظهرت البيانات نمطًا زمنيًا متكررًا، حيث بدأ تصاعد أعراض الاكتئاب بشكل تدريجي قبل ظهور الألم، وبلغ ذروته عند بدايته، ثم استمر في مستويات مرتفعة بعد ذلك، على عكس المشاركين الذين لم يعانوا من الألم.

ads

الوحدة عامل خطر لا يقل أهمية

لم تقتصر الملاحظات على الاكتئاب فقط، بل رُصد أيضًا ارتفاع في مشاعر الوحدة والعزلة الاجتماعية لدى المجموعة التي عانت الألم. الغريب أن عدد العلاقات الاجتماعية لم يختلف بين المجموعتين، ما يشير إلى أن جودة العلاقات – لا كميتها – هي العامل الحاسم في التأثير النفسي.


تأثيرات فسيولوجية محتملة

بحسب قائدة الفريق البحثي الدكتورة ميكايلا بلومبرغ، فإن الاكتئاب والوحدة قد يؤديان إلى تغيرات بيولوجية في الجسم، مثل ارتفاع معدلات الالتهاب، واضطرابات في الاستجابة المناعية، واختلال في وظائف الجهاز العصبي، وهي عوامل قد تفسر زيادة الإحساس بالألم الجسدي لاحقًا.


الفئات الأقل تعليمًا أكثر عرضة للضرر

أظهرت الدراسة أن الأشخاص من خلفيات تعليمية واقتصادية محدودة كانوا أكثر عرضة لتلك العلاقة بين الاكتئاب والألم. ويرى الباحثون أن قلة الموارد والمساندة النفسية والاجتماعية لديهم قد تجعلهم أكثر هشاشة صحية.


دعوة لنهج علاجي شامل

تؤكد هذه النتائج على أهمية الدمج بين الصحة النفسية والجسدية في خطط العلاج والرعاية الصحية، وتدعو إلى تطوير سياسات وقائية تستهدف تعزيز الصحة النفسية وتحسين جودة العلاقات الاجتماعية كوسيلة فعالة للحد من آلام المستقبل.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *