اعلان

المنشآت العائلية السعودية بين تعاقب الأجيال والحوكمة الذكية: هل تصمد أم تتفوّق؟

رؤية 2025 تكشف ملامح التحول العميق في القطاع العائلي

بينما تمضي المنشآت العائلية قدمًا في دعم اقتصاد المملكة والمنطقة، كشفت دراسة دولية حديثة عن مستقبل هذه الشركات في ظل التغيرات السريعة عالميًا، مثل تعاقب الأجيال، التحول الرقمي، وتنامي أهمية الحوكمة والاستدامة. التقرير الصادر عن كي بي إم جي بالتعاون مع STEP Project Global Consortium، استند إلى آراء 2,683 رئيسًا تنفيذيًا من 80 دولة، مسلطًا الضوء على ما يجب على المنشآت العائلية فعله للصمود أو التميز بحلول عام 2025.

عبدالله أكبر: المنشآت العائلية مطالبة بتحولات جذرية

صرّح عبدالله أكبر، رئيس استشارات المنشآت العائلية في كي بي إم جي الشرق الأوسط، بأن المرحلة القادمة تتطلب تحديث هياكل الحوكمة، وتنويع الاستثمارات، ومواكبة تحديات مثل اضطرابات سلاسل الإمداد، وتبنّي تقنيات متقدمة كـ الذكاء الاصطناعي التوليدي، بالإضافة إلى ضرورة تأهيل الجيل الجديد من القادة.

وأكد أن تخطيط تعاقب الأجيال لم يعد خيارًا، بل ضرورة استراتيجية لضمان الاستمرارية، داعيًا إلى تعزيز دور المجالس، وإشراك الشباب في صنع القرار، وتبني ممارسات الاستدامة البيئية والاجتماعية والحوكمة.

ads

الحوكمة أساس النجاح: الشرق الأوسط يتصدر المشهد

يشير التقرير إلى أن 89% من المنشآت العائلية في الشرق الأوسط لديها مجالس إدارة رسمية، وهي أعلى نسبة عالميًا، ما يؤكد تصدر المنطقة في مجال الحوكمة المؤسسية. ومع ذلك، يوضح التقرير أن الحوكمة وحدها لا تكفي، بل يجب دمجها مع روح ريادة الأعمال، ونمو رأس المال، والتوسع الاستراتيجي عبر الشراكات المتوافقة مع القيم العائلية.

الجيل القادم: فرصة ضائعة أم أمل متجدد؟

رغم أهمية دور الأجيال الجديدة، إلا أن 52% فقط من الجيل الجديد يشاركون حاليًا في القرارات الاستراتيجية، بينما أبدى 40% من أفراد العائلات قلقهم من ضعف التواصل الداخلي، ما يشير إلى الحاجة لحوار أعمق وتحديد أدوار واضحة.

السعودية والمنشآت العائلية: العمود الفقري للاقتصاد

وفقًا للمركز الوطني للمنشآت العائلية، تمثل المنشآت العائلية 95% من إجمالي المنشآت في المملكة، وتُسهم بـ 66% من الناتج المحلي للقطاع الخاص، وتوظف أكثر من 56% من العاملين، وتغطي مختلف القطاعات الحيوية. ومع التوسع إلى قطاعات مثل التكنولوجيا، اللوجستيات، التعليم، والرعاية الصحية، تُهيئ هذه الشركات نفسها للمرحلة المقبلة من النمو المستدام والتحول الاقتصادي وفقًا لرؤية المملكة 2030.

إعادة تعريف النجاح في عالم متغير

اختتم التقرير بتوصية مفصلّة: على المنشآت العائلية إعادة تقييم غاياتها واستراتيجياتها، والتخلي عن المفاهيم التقليدية للنجاح، لصالح المرونة، والابتكار، والتأثير المجتمعي طويل الأمد. وفي ظل التحديات والتغيرات، فإن المنشآت التي تدمج الحوكمة، الغاية، ريادة الأعمال، والاستدامة في صميم قراراتها ستكون الأقدر على البقاء والتوسع.

 

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *