نجاح غير مسبوق: زراعة أذن مبتورة لطفل في مستشفى سليمان الحبيب بجدة بعد حادث مروّع
في إنجاز طبي يُحسب للقطاع الصحي السعودي، نجح فريق طبي في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة، في إجراء عملية دقيقة لـإعادة زراعة أكثر من 70% من أذن مبتورة لطفل يبلغ من العمر 9 أعوام، بعد تعرضه لحادث سير مروّع تسبب في بتر صوان الأذن وتشوهات بالرأس والوجه، إلى جانب كسور داخلية ونزيف رئوي.
تفعيل كود الإصابات واستجابة طبية طارئة
وأوضح الدكتور فارس المرزوقي، استشاري جراحة التجميل ورئيس الفريق الطبي المعالج، أن الطفل وصل إلى قسم الطوارئ في حالة حرجة، ليتم فورًا تفعيل كود الإصابات (Trauma Code)، وبدأت الفرق الطبية في تقديم الرعاية الإسعافية العاجلة، بما في ذلك إدخال أنبوب بالصدر لتصريف الدم، تلاه نقل الطفل إلى العناية المركزة للأطفال لإجراء تقييم شامل.
فحوصات دقيقة تكشف حجم الإصابات
خضع الطفل لسلسلة من الفحوصات التشخيصية الدقيقة، من بينها أشعة مقطعية (CT Scans) وتحاليل دم متقدمة منها اختبار Troponin، لتقييم مدى تأثير الحادث على القلب والرئتين، وكشفت النتائج عن وجود:
- كسور في الضلعين الأول والثاني والثالث الأيسر
- كدمات ونزيف في الرئة اليسرى
- تمزق في فروة الرأس والوجه
- بتر بنسبة 70% في صوان الأذن اليمنى
زراعة دقيقة وتجميل متكامل
بعد السيطرة على الإصابات الحيوية، باشر الفريق الطبي تنفيذ عملية إعادة زراعة الجزء المبتور من الأذن، مع ضمان تطابق الشكل بين الأذنين اليمنى واليسرى. وتم خلال العملية استخدام جل طبي خاص يُساعد على تجدد الخلايا ويقلل من تشكل الندبات، وهو نفس الجل المستخدم في علاج الحروق بالمستشفى.
شفاء سريع وتقدّم ملحوظ
بعد العملية، قضى الطفل 24 ساعة في العناية المركزة للأطفال، تلتها 48 ساعة في غرفة التنويم، تحت مراقبة طبية دقيقة. وأوضح د. المرزوقي أن حالة الطفل تحسّنت بوتيرة سريعة وغادر المستشفى في وضع صحي مستقر.
مراجعة ناجحة وتطابق تام
وفي مراجعة بعد أسبوع من العملية، أكدت الفحوصات نجاح زراعة الأذن بشكل كامل، حيث لم يظهر أي اختلاف بين الأذن المزروعة والأذن السليمة. كما شُفيت تشوهات الوجه وفروة الرأس دون آثار تُذكر، ما يعكس كفاءة الفريق الطبي وتكامل التخصصات التي شاركت في العملية، ومنها جراحة الأطفال، جراحة العظام، جراحة التجميل، والعناية المركزة للأطفال.
