عسل الحدود الشمالية.. منتج محلي واعد ينافس إقليميًا ويجذب المستثمرين

برزت صناعة العسل في منطقة الحدود الشمالية كأحد القطاعات الزراعية الناشئة والواعدة، التي تحمل في طياتها فرصًا استثمارية واعدة، وتُسهم في دعم الاقتصاد المحلي، في ظل التوسع في المبادرات الفردية، والدعم المستمر من الجهات المختصة، ووفرة البيئة الطبيعية المناسبة لتربية النحل.
بيئة طبيعية مثالية لإنتاج العسل النقي
يؤكد المهتمون بالقطاع البيئي أن الحدود الشمالية تمتاز بعدد من المقومات الطبيعية الفريدة، التي تجعلها من أفضل البيئات لإنتاج العسل، ومن أبرزها:
- تنوّع الغطاء النباتي الموسمي
- وجود أزهار برية غنية بالرحيق
- مناخ جاف يدعم نقاء وجودة المنتج
- اتساع المساحات البرية في عرعر ورفحاء وطريف
هذه العوامل مجتمعة أسهمت في ارتفاع جودة العسل المنتج، ما يجعله منافسًا قويًا في الأسواق المحلية والإقليمية.
دورة حياة النحل في الشمال: من الرعي إلى اللباد
يتركز موسم إنتاج العسل في فصل الصيف، حين تكون درجات الحرارة معتدلة نسبيًا، وتبدأ دورة النحل اليومية في الرعي خلال ساعات الصباح وتستأنف مجددًا في العصر حتى غروب الشمس. أما في الشتاء، فيدخل النحل في مرحلة “اللباد” أو السبات الشتوي.
وتشمل منتجات المناحل في المنطقة ما يلي:
- العسل الطبيعي
- حبوب اللقاح
- غذاء الملكات
- سم النحل
- شمع العسل
- طرود النحل
النحل القزم.. جوهرة برية تتحمل القسوة المناخية
في براري عرعر، تم توثيق وجود نوع مميز يُعرف بـ “النحل القزم”، وهو:
- الأصغر حجماً من بين أنواع النحل
- يتمتع بقدرة فائقة على تحمُّل حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية
- مثالي للعيش في المناطق منخفضة الرطوبة
يُعد هذا النحل نموذجًا فريدًا للقدرة البيولوجية على التأقلم، ما يعزز فرص تطوير سلالات محلية أكثر تحملاً وإنتاجية.
دعم حكومي وتدريب وتأهيل للكوادر المحلية
أوضح بندر الهدية، مدير فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة، أن الوزارة تعمل على:
- تحسين سلالات النحل
- اعتماد أفضل الممارسات الزراعية والتقنيات الحديثة
- تمكين الشباب وتأهيلهم لدخول هذا القطاع
- تقديم برامج تدريبية لتربية النحل وإدارة المناحل
وأكد أن هذا التوجه يتماشى مع رؤية السعودية 2030 الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل ودعم القطاعات الزراعية النوعية.