دراسة بريطانية تحذر: مشكلات الطفولة النفسية تمهّد لأمراض مزمنة تُعيق العمل لاحقاً
نتائج صادمة تربط الصحة النفسية في الطفولة بمستقبل مهني مهدد

كشفت دراسة بريطانية حديثة، أجراها معهد أبحاث السياسات العامة (IPPR)، أن الأطفال الذين يعانون من مشكلات نفسية وسلوكية حادة في سن مبكرة أكثر عرضة لتطور أمراض مزمنة تؤثر على قدرتهم على العمل لاحقًا في حياتهم.
الدراسة اعتمدت على تحليل بيانات حوالي 6 آلاف مشارك من دراسة بريطانية شهيرة تتبعت حياة مواليد عام 1970 في بريطانيا، وخلصت إلى أن تداعيات الطفولة تمتد لعدة عقود، ما يؤكد أهمية التدخل المبكر والدعم النفسي المتكامل للأطفال.
نسب مثيرة للقلق: الاكتئاب المزمن والبطالة في سن الخمسين
بحسب الدراسة، فإن الأشخاص الذين عانوا من اضطرابات نفسية حادة في الطفولة كانوا:
- أكثر عرضة بنسبة 85% للإصابة بالاكتئاب في عمر 51 عامًا
- أكثر عرضة بنسبة 68% للإصابة بأمراض مزمنة تعيقهم عن العمل
- بينما الأطفال الذين واجهوا مشكلات صحية جسدية زادت لديهم احتمالات الإعاقة المهنية بنسبة 38%
هذه الإحصاءات تُظهر بوضوح العلاقة الطردية بين اضطرابات الطفولة والصحة الإنتاجية في مرحلة الرشد.
الصحة النفسية للطفل.. استثمار لمستقبل الأمة
الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور جيمي أوهالوران، شدد على أن الوقاية المبكرة في مراحل الطفولة تعد من أنجح وسائل تجنب مشاكل صحية ومهنية مكلفة مستقبلاً، قائلاً:
“كلما عالجنا مبكراً تحديات الصحة النفسية للأطفال، زادت احتمالية تفادي البطالة والأمراض في المستقبل.”
وأضاف أن مشكلات الصحة العقلية أصبحت السبب الرئيسي لعبء المرض على مستوى العالم، حيث تؤثر على 13% من سكان العالم، مما يجعلها أولوية صحية وإنسانية واقتصادية.
تحذيرات مبنية على أدلة: الاكتئاب في المراهقة خطر على الحياة
الدراسة الجديدة عززت ما توصلت إليه دراسات سابقة، منها دراسة عام 2020 التي بيّنت أن المراهقين الذين شُخّصوا بالاكتئاب بين سن 5 و19 عامًا، كانوا أكثر عرضة للوفاة بمقدار 6 أضعاف عند بلوغهم سن 31 عامًا.