اعلان

السعودية تتحول من مستورد للعود إلى منتج عالمي.. مشروع وطني برؤية 2030

في خطوة استراتيجية تعكس طموحات رؤية المملكة 2030، تخطو السعودية نحو التحول من أكبر مستورد عالمي للعود ومشتقاته، إلى دولة منتجة ومصدّرة لهذا المنتج الفاخر. وتستهدف المملكة من خلال مشروع زراعة العود والصندل، تنمية الصناعة المحلية، وتنويع مصادر الدخل، وتعزيز حضورها في الأسواق الإقليمية والدولية لصناعة العطور.


زراعة العود.. من الاستيراد إلى التوطين

تشهد المملكة حالياً تنفيذ المرحلة الثالثة من مشروع زراعة العود في عدة مناطق، بإشراف هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية بجازان، وبالتعاون مع مناطق أخرى تشمل: الرياض، الشرقية، المدينة المنورة، القصيم، نجران، ومحافظات مكة المكرمة. ويُعد هذا المشروع نقلة نوعية نحو توطين زراعة العود والصندل، والحد من الاعتماد على الاستيراد.


سوق العود في السعودية.. طلب ضخم وإنفاق بالمليارات

وفق تقديرات غير رسمية، يتجاوز حجم الطلب المحلي على العود في السعودية 5 مليارات ريال سنوياً، ويُعد السوق السعودي أحد أكبر الأسواق العالمية للعود ودهن العود.

ads

وخلال السنوات الثلاث الماضية، بلغت واردات المملكة من العود ومشتقاته أكثر من 976 مليون ريال بكمية وصلت إلى 4.14 مليون كيلوغرام، فيما تخطّت قيمة الواردات في عام 2024 وحده 274 مليون ريال.


صادرات سعودية.. بداية المنافسة الإقليمية

رغم أن السعودية في مرحلة بناء القدرات الإنتاجية، إلا أن صادراتها من العود بدأت تجد طريقها للأسواق، حيث بلغت نحو 105 ملايين ريال خلال الفترة الماضية، تم تصديرها إلى أسواق خليجية وعربية، وهو مؤشر واضح على إمكانيات التوسع المستقبلي.


أسعار فلكية وأنواع فاخرة

تتفاوت أسعار العود الطبيعي في الأسواق السعودية بشكل كبير، إذ تتراوح بين 5 آلاف ريال إلى مليون ريال للكيلوغرام الواحد، حسب المصدر والجودة والنوع. ومن أبرز الأنواع المنتشرة: عود مروكي، هندي، كلمنتان، كمبودي، سيلاني، فلبيني، بورمي، وماليزي.


العيد ورمضان.. موسم ذهبي للبخور والعود

تُسجّل مبيعات العود والبخور في السعودية ارتفاعًا بنسبة تصل إلى 40% خلال شهر رمضان وعيد الفطر، إذ يتجاوز الإنفاق على العطور 3 مليارات ريال في هذه المناسبات، ما يعكس مدى تعلق المستهلك السعودي بهذه المنتجات.


النمو التجاري ومخاطر الغش

شهد قطاع العود نموًا متسارعًا، حيث ارتفع عدد السجلات التجارية لنشاط البيع بالتجزئة للعود بنسبة 17.4% في عام 2024، ليصل إلى أكثر من 22,000 سجل، تتصدرها الرياض، تليها مكة المكرمة، الشرقية، المدينة المنورة، والقصيم.

لكن في المقابل، تعاني الأسواق من ممارسات غش خطيرة، حيث يتم خلط الأخشاب الرديئة بمواد كيميائية لتقليد رائحة العود، ما يشكل خطرًا صحيًا على المستهلكين نتيجة الانبعاثات السامة.


زراعة الصندل.. استثمار بيئي ومصدر دخل

ضمن مراحل المشروع الوطني، تم زراعة أكثر من 3,000 شتلة صندل في مناطق جازان، عسير، والطائف، بدعم من وزارة البيئة والمياه والزراعة، وبمشاركة جامعات مثل جامعة جازان وجامعة الملك عبدالعزيز، في تجربة علمية وميدانية طموحة تعزز الاستثمار البيئي.


المملكة.. لاعب رئيسي في سوق العطور العالمية

من المتوقع أن تتحول السعودية خلال السنوات المقبلة إلى واحدة من أكبر منتجي العود في العالم، ما يعزز مكانتها في سوق العطور الفاخرة، ويفتح الباب أمام فرص استثمارية جديدة في قطاعات الزراعة، والصناعة، والتصدير.

 

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *