اعلان

سرّ تجاعيد أطراف الأصابع عند البلل: دراسة تكشف دور الأعصاب وبصمة الجلد الفريدة

في محاولة للإجابة عن سؤال بسيط طرحه أحد الأطفال، توصل فريق من الباحثين في جامعة بينغهامتون الأمريكية إلى اكتشاف علمي مثير يفسّر آلية تشكُّل تجاعيد أطراف الأصابع عند تعرّضها للماء، ويكشف عن نمط فريد يكاد يكون بمثابة “بصمة جديدة” للبشر.


تجاعيد الأصابع تتكرر بنفس النمط.. والسبب الأعصاب

قاد الدراسة مهندس الطب الحيوي غاي جيرمان بالتعاون مع راشيل لايتين، وطلبا من ثلاثة متطوعين نقع أصابعهم في الماء لمدة 30 دقيقة، ثم أعادوا التجربة بعد 24 ساعة. وكانت النتيجة لافتة: تتشكل التجاعيد في النمط نفسه تقريبًا كل مرة، ما يشير إلى وجود آلية بيولوجية منظمة في كيفية تفاعل الجلد مع الماء.


كيف تتشكل التجاعيد عند البلل؟

عند تعرّض الجلد للماء، يتسلل الماء عبر قنوات التعرّق إلى الطبقات الداخلية، ما يؤدي إلى انخفاض تركيز الملح في الطبقة الخارجية. تستشعر الألياف العصبية هذا التغير، وتبعث بإشارات إلى الدماغ الذي يُصدر أوامر بانقباض الأوعية الدموية الدقيقة، ما يؤدي إلى انكماش الجلد للداخل وظهور التجاعيد.

ads

ويشرح جيرمان أن هذه التجاعيد تتشكّل في الأماكن نفسها لأن الأوعية الدموية لا تتغير مواقعها كثيراً، وهذا ما يمنح تجاعيد الأصابع نوعاً من “الثبات البنيوي”.


فائدة غير متوقعة: التماسك في البيئات الرطبة

بعكس ما قد يُعتقد، فإن هذه التجاعيد ليست مجرد ظاهرة سطحية، بل توفر فائدة عملية مهمة، إذ تساعد على تحسين القبضة والإمساك بالأشياء في البيئات الزلقة أو الرطبة، وهو ما يجعلها إحدى آليات التكيّف البشري في الطبيعة، رغم أنها مؤقتة ولا تدوم طويلاً.


لماذا لا تبقى التجاعيد؟

يتساءل كثيرون: لماذا لا يحتفظ الجسم بهذه التجاعيد بشكل دائم؟ ويجيب الباحثون أن الملمس المجعّد قد يُضعف من حساسية أطراف الأصابع أو يجعلها أكثر عرضة للإصابة، لذا يفضل الجسم الاحتفاظ بالجلد الأملس في الأوقات العادية.


عندما تكون الأعصاب معطلة.. لا تجاعيد تظهر

ومن المفاجآت التي رصدتها الدراسة، أن بعض الأشخاص المصابين بتلف في العصب المتوسط لا تظهر لديهم تجاعيد عند تعرّض أطرافهم للماء. وهو ما تأكّد من خلال تجربة أجراها الفريق على أحد الطلاب الذي يعاني من هذه المشكلة العصبية، ولم تتشكّل لديه أي تجاعيد.


بصمة التجاعيد: هوية بيولوجية جديدة

لا يقف الأمر عند الجانب العلمي فحسب، بل يُمكن أن تُوظف هذه المعرفة في الطب الشرعي، لتحديد هويات الجثث التي تعرضت للغرق أو الكوارث الطبيعية. فالتجاعيد التي تتكرر بنفس النمط قد تشكّل “بصمة بيولوجية” فريدة إلى جانب بصمات الأصابع التقليدية.

 

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *