اعلان

براعة دبلوماسية سعودية بين واشنطن وبكين: موازنة استراتيجية تحقق الأمن الاقتصادي والغذائي

المملكة تُتقن توازن القوى العالمية... و4 مليارات دولار تجسد التعاون الزراعي مع الصين

قال الدكتور تركي بن عبدالله التركي، عضو هيئة التدريس في معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية، إن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة عكست بوضوح النهج السعودي المتزن في موازنة علاقاتها الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والصين، في وقت أصبحت فيه المملكة لاعبًا محوريًا في خارطة الجغرافيا السياسية العالمية.

وأضاف التركي أن المملكة العربية السعودية تتعامل باحترافية مع تعقيدات العلاقات الدولية، حيث نجحت في تعزيز التعاون مع بكين وواشنطن في آنٍ واحد، ما يعكس رؤية استراتيجية مدروسة وطموحات اقتصادية عابرة للقارات.


تعاون سعودي صيني متنامٍ في القطاع الزراعي

في الوقت الذي كانت الرياض تستقبل ترامب في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، كانت بكين تستضيف منتدى الأعمال السعودي الصيني الذي شهد توقيع أكثر من 70 اتفاقية تعاون بين شركات ومؤسسات سعودية وصينية، بقيمة تجاوزت 4 مليارات دولار أمريكي، ما يعكس العمق الاستراتيجي للتعاون الزراعي والتكنولوجي بين البلدين.

ads

وأوضح التركي أن العقود الموقعة تغطي مجالات متنوعة مثل:

  • الزراعة الذكية والزراعة الخضراء
  • تطوير تطبيقات التكنولوجيا الحيوية في الغذاء
  • سلاسل الإمداد الزراعي العابرة للحدود
  • إنتاج المعدات الزراعية الذكية

وأشار إلى أن وزير البيئة والمياه والزراعة، عبدالرحمن الفضلي، أكد خلال المنتدى أن الشراكة السعودية الصينية في القطاع الزراعي تحمل فرصاً ضخمة لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.


السعودية الشريك الأكبر للصين في الشرق الأوسط

بحسب البيانات الرسمية، تُعد السعودية أكبر شريك تجاري للصين في الشرق الأوسط، بينما تُعد الصين أكبر شريك تجاري للمملكة على الإطلاق.
وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين في عام 2024 نحو 107.53 مليارات دولار، منها 50.05 مليار دولار صادرات سعودية، و57.48 مليار دولار واردات من الصين.


موازنة دقيقة بين القوتين

قال الدكتور التركي إن هذا التوازن ليس وليد المصادفة، بل نتيجة أوركسترا دبلوماسية سعودية دقيقة استطاعت المملكة من خلالها الاستفادة من الشراكات التقنية مع الصين، والاستمرار في تحالفها الأمني والسياسي العميق مع الولايات المتحدة.

وأكد أن هذا النهج يمنح السعودية قدرة استثنائية على تحقيق الأمن الاقتصادي والغذائي، والاستفادة من أفضل التقنيات والموارد من كلا المعسكرين الشرقي والغربي.

من خلال هذا الأداء الدبلوماسي المتزن، ترسخ المملكة مكانتها كـ قوة اقتصادية عالمية ناشئة تدير علاقاتها الدولية وفق مبدأ تنويع الشراكات، مع الحفاظ على الاستقلالية الاستراتيجية، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 التي تستهدف تعزيز الأمن الغذائي، السيادة الاقتصادية، وتنمية العلاقات المتوازنة عالميًا.

 

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *