اعلان

إبراهيم الألمعي يوثّق أكثر من 1200 نمط من “القَط العسيري” خلال 33 عامًا من الترحال الفني

في رحلة استثنائية امتدت لثلاثة عقود، استطاع الفنان التشكيلي السعودي إبراهيم الألمعي توثيق فن “القَط العسيري” من قلب منازله الأصلية، جامعًا أكثر من 1200 نمط فني من النقوش التي زيّنت جدران بيوت عسير لعقود طويلة.


ترحال فني شاق لتوثيق التراث البصري

لم يكن جدول الألمعي الأسبوعي يخلو من زيارات ميدانية لقرى منطقة عسير، متنقلًا بين شرقها وغربها وشمالها وجنوبها، بحثًا عن ما تبقى من الرسومات التقليدية على جدران المنازل الأثرية، التي تعرض كثير منها للتهدم نتيجة العوامل الجوية وغياب الصيانة.

وأكد الألمعي أن توثيقه لهذه الأنماط لم يكن سهلًا، إذ واجه خلال رحلته مخاطر بيئية مثل الحشرات السامة والثعابين، إلى جانب صعوبة الوصول إلى بعض القرى والمواقع المعزولة.

ads

القَط العسيري: من جدران البيوت إلى قائمة اليونسكو

تحولت هذه النقوش النسائية التي عُرفت محليًا بمسميات مثل القَط، الكَتبة، الزَيان إلى رموز تراثية عالمية بعد أن تم إدراجها ضمن القائمة التمثيلية للتراث غير المادي في اليونسكو عام 2017.

وأوضح الألمعي أن هذا الفن يعتمد على ألوان طبيعية مستخرجة من البيئة المحلية، وتمثل قيمًا جمالية وتعبيرية تجسّد ذائقة المرأة العسيرية وفهمها العميق للفراغ والتناسق.


“الشبكة” و”الحِناش” و”الخَتمة”: عناصر القط الفنية

يشرح الألمعي مكونات القَط التقليدي، مؤكدًا أن أبرز عناصره هي:

  • “الشبكة”: وهي خطوط متشابكة بلون واحد.
  • “الحِناش”: مستوحاة من شكل الثعابين وتُرسم بانسيابية ملفتة.
  • “الخَتمة” أو “الأختام”: التي تمثل النهايات الزخرفية التي تُغلق بها الوحدة الفنية.

وأشار إلى أن كلمة “القَط” في معناها الحقيقي تشير إلى الخطوط العرضية التي تُرسم أسفل اللوحات الأصلية، والتي يُطلق عليها أحيانًا “الكتبة” أو “النقش”.


جهود مستمرة لحفظ الهوية البصرية

يواصل الفنان إبراهيم الألمعي دعوته لحماية هذا التراث البصري، مؤكدًا على أهمية توثيق وتدريس فن القَط العسيري للأجيال القادمة، بوصفه أحد أهم عناصر الهوية الثقافية في منطقة عسير، ومصدرًا لإلهام الفنانين والمصممين في العصر الحديث.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *