قمة الرياض تعيد رسم خريطة الاقتصاد الإقليمي: استثمارات تريليونية ومكانة سعودية عالمية

في مشهد يعكس تحولاً استراتيجيًا في العلاقات السعودية الأمريكية، أكد خبراء اقتصاديون أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة شكلت منعطفًا تاريخيًا في الشراكة الثنائية، وأرست أسس تعاون طويل الأمد في مجالات الاقتصاد، التقنية، والسياسة الدولية.
وأوضحوا أن ما تحقق خلال القمة من نتائج، وعلى رأسها رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا بوساطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يعكس قدرة المملكة على لعب دور محوري في استقرار المنطقة، وتعزيز مكانتها كقوة سياسية واقتصادية فاعلة.
السعودية تقود مشروع الإعمار الإقليمي
يرى الخبير الاقتصادي عمرو خاشقجي أن قرار رفع العقوبات عن سوريا يمثل نقطة تحول تاريخية، ويقول:
“السعودية لم تكتف بالخطاب السياسي، بل مارست تأثيرًا مباشرًا في ملفات إقليمية حساسة، وهو ما يعزز زعامتها للعالم العربي والإسلامي”.
وأضاف: “القرار يفتح الباب أمام عودة الاستثمارات الخليجية إلى سوريا، ما يُسهم في إعادة الإعمار وتوليد فرص اقتصادية جديدة في القطاعات الحيوية مثل الزراعة، الصناعة، والبنية التحتية”.
استثمارات سعودية أمريكية تقترب من التريليون
أكد المشاركون أن الاتفاقيات الاقتصادية التي وُقّعت خلال الزيارة تمهد لاستثمارات سعودية ضخمة قد تتجاوز حاجز التريليون دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة، ما يدعم خطط تنويع الاقتصاد الوطني، ونقل التقنية، وبناء القدرات البشرية.
وأشار الدكتور عبد الله كريشان إلى أن هذه الشراكة لم تقتصر على الاستثمارات، بل تضمنت برامج نقل المعرفة، التدريب، وتطوير القطاعات غير النفطية مثل السياحة، الصحة، التعليم، والخدمات اللوجستية.
وقال: “هذه الاتفاقيات سترسم مستقبلًا أكثر تنوعًا واستدامة للاقتصاد السعودي، وتوفر آلاف الوظائف النوعية في التخصصات الحديثة”.
السعودية مركز معرفي.. لا سوق استهلاكي
أوضح الدكتور كريشان أن النظرة العالمية للمملكة تغيرت، وأصبحت السعودية تُعامَل كمركز إنتاجي وتقني وليس كسوق استهلاكي، بفضل سياساتها الطموحة ضمن رؤية 2030.
وأضاف: “هناك التزام أمريكي واضح بدعم تحول السعودية إلى اقتصاد معرفي، يتكامل مع البنية التشريعية واللوجستية المتطورة التي تعمل المملكة على ترسيخها”.
التقنية والذكاء الاصطناعي.. فرص غير مسبوقة للقطاع الخاص
من جانبه، يرى المهندس محمد عادل عقيل أن القطاع الخاص السعودي هو أكبر المستفيدين من نتائج هذه القمة، لاسيما في مجالات التقنية، الاتصالات، والذكاء الاصطناعي.
وقال: “الاتفاقيات الموقعة مع شركات أمريكية رائدة ستقود إلى مشاريع ضخمة في التحول الرقمي، المدن الذكية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي“، مؤكدًا أن هذه الشراكات ستعزز من قدرة الشركات السعودية الناشئة على الوصول إلى تقنيات لم تكن متاحة من قبل.
وأضاف: “نحن أمام بداية عصر جديد يتجاوز النفط، ويُبنى على اقتصاد قائم على المعرفة، تقوده المملكة بثقة واستراتيجية واضحة”.