اعلان

صور الطفولة تكشف المخاطر: زيادة الوزن المبكرة مؤشر خطير على سمنة المستقبل

في دراسة حديثة نُشرت خلال المؤتمر الأوروبي للسمنة، كشف باحثون في هولندا عن رابط قوي بين زيادة الوزن في الطفولة المبكرة وارتفاع خطر الإصابة بالسمنة في مرحلة الشباب، ما يعيد تسليط الضوء على أهمية السنوات الأولى في تشكيل مستقبل الطفل الصحي.

دراسة طويلة تكشف العلاقة

شملت الدراسة أكثر من 3500 طفل، وتتبعت مؤشر كتلة الجسم (BMI) لديهم منذ سن الثانية وحتى سن 18 عامًا. وأظهرت البيانات أن العمر بين 2 إلى 6 سنوات يمثل المرحلة الحاسمة في تطور الوزن، وأن زيادة وحدة واحدة فقط في مؤشر كتلة الجسم عند سن السادسة تضاعف خطر الإصابة بالسمنة في المستقبل.

سن السادسة.. نقطة تحوّل

أكد الباحثون أن سن السادسة هو لحظة مفصلية في نمو الطفل، إذ يمكن أن تكون مرحلة إنقاذ مبكر من السمنة، أو بوابة لمرحلة مراهقة وشباب مليئة بالمضاعفات الصحية. وذكرت البروفيسورة جاسمين دي غروت أن الطفولة المبكرة تمثل فرصة ذهبية لتدخل صحي فعّال، وأن الوصول إلى وزن صحي في هذه المرحلة قد يمنع تطور السمنة لاحقًا.

ads

السمنة ليست قدَرًا

تشير الدراسة إلى أن السمنة في الطفولة ليست حتمية أو غير قابلة للعلاج. فإذا نجح الطفل في العودة إلى وزن صحي بحلول سن السادسة، فإن فرص إصابته بالسمنة عند البلوغ تقل بدرجة كبيرة.

نصف المراهقين معرضون للخطر

وفي سياق موازٍ، عرض باحثون من جامعة بريستول البريطانية نتائج دراسة أخرى أظهرت أن نسبة المراهقين المصابين بالسمنة أو زيادة الوزن ارتفعت بنسبة 50% خلال عقد واحد فقط، من 22% في الفترة بين 2008-2010 إلى 33% في الفترة بين 2021-2023.

الأطعمة فائقة المعالجة والشاشات.. السبب الخفي

عزا الباحثون هذا الارتفاع إلى انتشار استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة (UPFs)، مثل رقائق البطاطس والحلويات المصنعة، والتي تحتوي على كميات كبيرة من المواد الحافظة والسكريات والدهون الضارة. كما ساهم الجلوس الطويل أمام الشاشات وانخفاض النشاط البدني في تفاقم المشكلة.

دعوة للآباء وصناع القرار

توصي الدراسات الجديدة بضرورة تعزيز الوعي الغذائي لدى العائلات، وتحفيز الأطفال على النشاط البدني، بالإضافة إلى تقنين استهلاك الأطعمة الصناعية في وجبات الأطفال. كما دعا الخبراء إلى تصنيف هذه المنتجات ضمن الأغذية الضارة التي يجب الحد منها لحماية الأجيال القادمة.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *