القمة الخليجية – الأمريكية بالرياض: شراكة استراتيجية تؤسس لمرحلة جديدة من الأمن والازدهار

ولي العهد يفتتح أعمال القمة: دعم الاستقرار الإقليمي ورفع العقوبات عن سوريا خطوة نحو السلام
برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبقيادة مشتركة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وفخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، انطلقت في العاصمة الرياض اليوم أعمال القمة الخليجية – الأمريكية، وسط حضور قادة دول مجلس التعاون الخليجي وعدد من كبار المسؤولين.
صور تذكارية وبداية مباركة
افتتحت القمة بالتقاط الصور التذكارية لقادة الدول المشاركة، تلتها تلاوة مباركة من القرآن الكريم، إيذاناً بانطلاق أعمال القمة التي تحمل في طياتها أجندة استراتيجية للتعاون الأمني والاقتصادي والسياسي.
ولي العهد: شراكة ممتدة لعقود ومصالح مشتركة
في كلمته الافتتاحية، أكد سمو ولي العهد أن اللقاء مع الرئيس الأمريكي يأتي امتداداً للعلاقات التاريخية التي تربط دول الخليج العربي بالولايات المتحدة، مشيراً إلى أن هذه القمة تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الجماعي وتوسيع الشراكات الاستراتيجية، بما يحقق تطلعات الشعوب ويعزز الأمن الإقليمي والدولي.
وأشار سموه إلى أن القمة السابقة عام 2017 رسمت ملامح واضحة لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب، ورفع قدرات دول المجلس الدفاعية، مؤكدًا أن القمة الحالية تبني على تلك الإنجازات برؤية متجددة.
شراكة اقتصادية قوية.. وتبادل تجاري يتجاوز 120 مليار دولار
ولفت الأمير محمد بن سلمان إلى أن الولايات المتحدة تُعد شريكًا اقتصاديًا رئيسيًا لدول المجلس، إذ بلغ حجم التبادل التجاري عام 2024 نحو 120 مليار دولار أمريكي، مؤكدًا الطموح إلى فتح آفاق جديدة للتعاون التجاري والاستثماري، وتنمية الفرص المتاحة في ظل التحولات الاقتصادية في المنطقة.
قضايا المنطقة.. من غزة إلى سوريا واليمن
شدّد ولي العهد على أهمية وقف التصعيد في غزة، والدعوة إلى حل شامل للقضية الفلسطينية استنادًا إلى مبادرة السلام العربية والقرارات الدولية.
كما رحّب سموه بقرار الرئيس ترامب رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، واصفًا الخطوة بأنها بارقة أمل للشعب السوري، ودعامة للاستقرار وإعادة الإعمار.
وأشار إلى استمرار دعم المملكة للحوار اليمني، وجهودها المشتركة مع أمريكا لإنهاء الأزمة السودانية عبر منبر جدة، إلى جانب دعم مساعي الحل السياسي للأزمة الأوكرانية، مؤكدًا أن المملكة لن تدّخر جهدًا في الوساطة والدبلوماسية الهادفة لتحقيق السلام.
دعم لبنان واتفاق باكستان والهند
جدّد ولي العهد دعم المملكة للرئيس اللبناني والحكومة اللبنانية في مساعيهم نحو إصلاح المؤسسات وتعزيز سيادة الدولة، كما رحّب باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، معربًا عن أمل المملكة في أن يسهم ذلك في احتواء التصعيد وإرساء الاستقرار.
كلمة ختامية: نحو مستقبل مشترك أكثر ازدهاراً
في ختام كلمته، عبّر سمو ولي العهد عن أمله في أن تُحقق هذه القمة أهدافها المنشودة، وأن تُسهم في بناء مستقبل آمن ومزدهر لدول وشعوب المنطقة، مشيرًا إلى أهمية الاستمرار في التنسيق والتعاون الجماعي تجاه التحديات العالمية.