رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا: تحوّل استراتيجي يقوده ولي العهد من الرياض يبعث الأمل في دمشق

في لحظة تاريخية طال انتظارها، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من العاصمة السعودية الرياض عن رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، وذلك استجابة لطلب مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء. القرار المفاجئ أثار فرحة شعبية عارمة في دمشق، حيث خرج المواطنون في احتفالات عفوية تعبيراً عن تفاؤلهم ببداية جديدة لسوريا بعد سنوات من العزلة والعقوبات.
خطوة دبلوماسية مفصلية تقودها السعودية
أكد ترامب خلال كلمته في منتدى الاستثمار السعودي – الأمريكي أن هذا القرار يأتي ثمرة “نقاش موسّع وبنّاء” مع ولي العهد، وأن وزير الخارجية الأمريكي سيجتمع بنظيره السوري في الأيام المقبلة لترتيب الإجراءات الدبلوماسية والتنفيذية.
وتمثل هذه الخطوة تحولًا استراتيجيًا في موقف الإدارة الأمريكية من الملف السوري، وتجسيدًا عمليًا للدور السعودي المتنامي في قيادة المصالحة والاستقرار الإقليمي.
أبرز نتائج رفع العقوبات
يُنتظر أن تكون لهذه الخطوة تأثيرات مباشرة وواسعة على الاقتصاد السوري والوضع الإنساني والاجتماعي، خاصة في المجالات التالية:
1. انفتاح اقتصادي واستثماري:
- رفع الحظر عن التحويلات البنكية، مما يسهّل حركة رؤوس الأموال من الخارج.
- عودة تعامل البنوك العالمية مع المصارف السورية، وإنهاء تجميد الأرصدة.
- السماح بالاستثمارات الأجنبية في البنية التحتية، خصوصًا في مجالات النقل والطاقة.
2. تحسّن في الوضع المعيشي:
- استئناف استيراد الأدوية والمعدات الطبية بعد رفع القيود.
- تحسُّن كبير في توفر الكهرباء والوقود مع رفع العقوبات عن قطاع الطاقة.
- انخفاض أسعار السلع الأساسية والغذاء نتيجة تسهيل سلاسل الإمداد.
- تعزيز فرص العمل مع عودة الشركات الدولية.
3. عودة تدريجية للثقة:
- ارتفاع متوقّع في قيمة الليرة السورية بعد تخفيف العزلة الاقتصادية.
- عودة مرتقبة لرؤوس الأموال السورية المهاجرة من مختلف الدول.
- استعادة سوريا تدريجيًا موقعها في الاقتصاد الإقليمي والدولي.
السعودية.. حجر الزاوية في هندسة الاستقرار
تؤكد هذه الخطوة مجددًا أن القيادة السعودية تمارس دورًا محوريًا في إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية، من خلال أدوات القوة الناعمة، والدبلوماسية الفاعلة، والقرارات الجريئة التي تصبّ في خدمة الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة.
ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لم يكتفِ بدعم الملف السوري سياسيًا، بل عمل أيضًا على كسر الجمود الدولي وتحريك ملفات عالقة منذ سنوات، وهو ما تجسّد في هذا التحول التاريخي.