اعلان

مسقط على صفيح ساخن: جولة مفاوضات نووية رابعة بين واشنطن وطهران وسط تهديدات متبادلة وتصعيد إقليمي

انطلقت اليوم في سلطنة عُمان جولة جديدة من المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، في محاولة دبلوماسية لاحتواء أزمة برنامج طهران النووي المتصاعد، وذلك في ظل تصعيد إقليمي ملحوظ وتلويحات متبادلة بالتصعيد العسكري، ما يضع المنطقة أمام مفترق طرق حساس.


مفاوضات حساسة قبل زيارة ترامب للشرق الأوسط

تأتي هذه الجولة – وهي الرابعة من نوعها – في توقيت سياسي بالغ التعقيد، قبيل زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ما يمنح المحادثات أهمية إضافية، وسط تساؤلات متزايدة حول فرص نجاحها في ظل التوتر المتصاعد بين طهران وتل أبيب، والقلق الأمريكي من اقتراب إيران من إنتاج سلاح نووي.


وساطة عُمانية… وأجواء مشحونة

يقود وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي الوساطة في هذه الجولة، التي تجمع مسؤولين من البلدين بشكل مباشر وغير مباشر، حيث تشير التقارير إلى اعتماد الطرفين على قنوات دبلوماسية خلف الكواليس لنقل الرسائل، في ظل حساسية الملف وتعقيداته السياسية والعسكرية.

ads

وتُجرى المحادثات في وقت تُهدد فيه واشنطن باستخدام القوة لوقف البرنامج النووي الإيراني، بينما تؤكد إيران أن تخصيب اليورانيوم خط أحمر، ما يفتح بابًا واسعًا أمام المواجهة إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.


أهداف تفاوضية متباينة… وملفات ملغّمة

تهدف المفاوضات إلى رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران مقابل فرض قيود واضحة على أنشطتها النووية. لكن تضارب التصريحات بين المسؤولين الأمريكيين، وتأكيد إيران على حقها في التخصيب بنسبة تصل إلى 3.67%، يعكس مدى الهوة الكبيرة بين الطرفين.

ويشارك في هذه الجولة عن الجانب الإيراني عباس عراقجي، بينما يقود الملف من الجانب الأمريكي المبعوث ستيف ويتكوف، وسط تشكيك في مدى قدرة الطرفين على تجاوز الخلافات الجوهرية في ظل هذه الأجواء.


توتر ميداني وتهديدات إسرائيلية

بالتوازي مع المحادثات، تتواصل التلويحات الإسرائيلية بتوجيه ضربات عسكرية مباشرة للمنشآت النووية الإيرانية، في حال عدم التوصل إلى اتفاق يحد من تقدم إيران النووي، مما يزيد من هشاشة الوضع الأمني، خاصة في ظل استمرار الحرب في غزة وتداعياتها الإقليمية.


تحديات داخلية وضغوط اقتصادية متفاقمة

على الصعيد الداخلي، تواجه إيران ضغوطًا اقتصادية كبيرة جراء العقوبات الأمريكية، ورغم تحسن محدود في سعر صرف الريال الإيراني مؤخرًا، فإن الأوضاع الاقتصادية لا تزال هشة، ما يضع النظام الإيراني أمام معادلة صعبة بين الحفاظ على قدراته النووية واسترضاء الداخل الغاضب من الأوضاع المعيشية.


انفجار غامض وتأثيرات جانبية للمفاوضات

وتزامنت الجولة السابقة مع انفجار غامض في ميناء الشهيد رجائي جنوب إيران، وسط تكهنات بوجود علاقة بين الحادث ومكونات خاصة بالصواريخ الباليستية، ما يعكس حساسية المرحلة الحالية والتداخل بين العسكري والدبلوماسي في المشهد الإيراني.


هل تفتح مسقط نافذة لحل الأزمة النووية؟

وسط هذا المشهد المعقد، تبرز تساؤلات جوهرية حول ما إذا كانت هذه الجولة من المحادثات في مسقط قادرة على كسر الجمود وإعادة الأطراف إلى مسار الاتفاق النووي، أم أنها مجرد محطة مؤقتة ستعقبها موجات تصعيد إضافية قد تعيد المنطقة إلى حافة الصراع الشامل.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *