اعلان

هجمات التماسيح تثير الذعر في إندونيسيا: أزمة بيئية تتحول إلى خطر اجتماعي

في تصاعد لافت لأزمة بيئية باتت تُهدد السلامة العامة، سجلت إندونيسيا أكثر من 179 هجومًا قاتلًا للتماسيح على البشر خلال عام 2024، أسفرت عن وفاة 92 شخصًا، وفقًا لقاعدة البيانات المستقلة “هجمات التماسيح”، مما يسلط الضوء على تحول الظاهرة إلى أزمة اجتماعية حقيقية.

توسع السكان في موائل التماسيح: السبب الرئيس للتصعيد

يرى أمير حاميدي، خبير الزواحف في الوكالة الوطنية الإندونيسية للبحوث والابتكار، أن تزايد عدد السكان وتوسعهم العمراني والزراعي أدى إلى التغلغل في المناطق الطبيعية الأصلية للتماسيح، مما خلق تنافسًا مباشرًا بين البشر والزواحف على الموارد، وأدى إلى تصاعد حتمي للاحتكاكات والهجمات.

تمساح المياه المالحة: الخطر الأكبر في المشهد

تعد إندونيسيا موطنًا لأنواع عديدة من التماسيح، لكن تمساح المياه المالحة، الأكبر حجمًا والأكثر شراسة، هو المسؤول عن معظم الحوادث الدامية. ويُعرف هذا النوع بقدرته على العيش في مناطق جنوب شرقي آسيا وأستراليا، حيث يتجاوز طوله ستة أمتار، ويتميز بقوته الهائلة وسرعته في الهجوم.

ads

الزراعة والتعدين غير المشروع يدفعان التماسيح إلى المدن

تشير التقارير إلى أن مناطق شرق كاليمانتان في جزيرة بورنو وبانكا بليتونج قرب سومطرة، تشهد أعلى معدلات الهجمات، ويُعزى ذلك إلى التوسع في زراعة نخيل الزيت، وإنشاء قنوات الري، إضافة إلى أنشطة التعدين غير المشروع للقصدير، ما أدى إلى تعديل البيئات المائية بطريقة جذبت التماسيح إلى المناطق السكنية.

تحولات بيئية خلقت موائل جديدة للتماسيح

ساهمت التغيرات في المجاري المائية في تشكيل بيئات جديدة ساعدت على تكاثر وانتشار التماسيح في أماكن قريبة من التجمعات البشرية، ما زاد من احتمالية المواجهة والنتائج المأساوية، خاصة في المناطق الريفية والضواحي.

دعوات للتعايش… ولكن من دون خطة واضحة

حذر خبير التماسيح حاميدي من أن الاستمرار في تجاهل الأزمة قد يؤدي إلى مزيد من الضحايا من البشر والتماسيح على حد سواء، مشيرًا إلى ضرورة إيجاد سُبل للتعايش والحد من المخاطر، لكنه اعترف بأن الوسائل الفعالة لتحقيق ذلك لا تزال غير معروفة حتى الآن، في ظل ضعف الإمكانات وغياب استراتيجية واضحة على المستوى الوطني.

إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *