الدكتور المسند يكشف: التيارات البحرية والنفاثة.. سر التوازن المناخي على الأرض

منظومة ربانية تُنظم حرارة الأرض وتحافظ على استقرار المناخ
أوضح أستاذ المناخ الدكتور عبد الله المسند أن كوكب الأرض يحتضن منظومة متقنة من التيارات البحرية والتيارات النفاثة، أودعها الله عز وجل، لتعمل على تنظيم التوازن الحراري، بما يضمن استقرار المناخ واستمرار الحياة.
وأكد الدكتور المسند أن هذه الأنظمة الطبيعية تعمل بدقة مذهلة، وتشكل أحد أهم أسرار النظام المناخي المستقر، الذي ينعم به كوكب الأرض مقارنة بالكواكب الأخرى.
كيف تنقل التيارات البحرية الطاقة عبر المحيطات؟
بحسب الدكتور المسند، فإن التيارات البحرية تشق طريقها عبر المحيطات والبحار والخلجان، ناقلة الطاقة الحرارية من المناطق الحارة إلى الباردة، والعكس. هذه الحركة المستمرة تمنع حدوث تجمد شديد في المناطق الباردة، كما تمنع التسخين المفرط في المناطق الحارة، مما يسهم في تلطيف درجات الحرارة وتوزيعها بشكل متوازن على سطح الكرة الأرضية.
التيارات النفاثة: حراس الغلاف الجوي
وفي طبقات الجو العليا، وتحديدًا على ارتفاع يتراوح بين 10 إلى 15 كيلومترًا، تعمل أربعة تيارات نفاثة (اثنان شرقية واثنان غربية) كأداة فعّالة في توزيع الحرارة والضغط الجوي، ما يساعد على تشكيل الأنظمة الجوية المختلفة، مثل الكتل الهوائية، والمُنخفضات، والمرتفعات الجوية.
هذه التيارات تتحرك بسرعات هائلة ضمن أنظمة دقيقة، وتلعب دورًا مهمًا في تحديد مسارات العواصف والأمطار.
الأعاصير الكبرى.. آلية لضبط حرارة الكوكب
وأشار الدكتور المسند إلى أن اختلال هذه المنظومة المناخية –بإذن الله– قد يؤدي إلى ظهور أعاصير مدارية ضخمة، وهي ظاهرة طبيعية تُستخدم كوسيلة لإعادة توزيع الطاقة الحرارية المختزنة في المحيطات، وتفريغها من مناطق التكدس، بما يحقق إعادة التوازن في النظام المناخي العام.
التوازن المناخي: من دلائل الإعجاز الرباني
في ختام حديثه، شدد الدكتور عبد الله المسند على أن هذه المنظومة المعقدة تعكس عظمة الخلق وإحكام الصنعة الإلهية، مشيرًا إلى أن كل ما يجري في الكون من تنظيم دقيق لحركة الهواء والماء والحرارة، هو بأمر الله، الذي سخر الأرض وما فيها لخدمة الإنسان واستمرار الحياة.